الموقع الجغرافي
جمهورية سيشل هي دولة جزرية مكونة من عدة جزر، وعاصمتها فيكتوريا. تنتمي هذه الجزر إلى قارة إفريقيا وتقع في وسط المحيط الهندي، شمال مدغشقر وشرق جزر القمر.
تبلغ مساحة جمهورية سيشل 458.4 كم²، وتتكون من 115 جزيرة، جزء منها جزر مرجانية، وجزء من الجزر من الجرانيت. العديد من هذه الجزر صغيرة جدًا. تنتمي جزر ماهي وبراسلين ولا ديج الرئيسية إلى الجزر الداخلية، ويعيش معظم الناس في هذه الجزر. كما أن هناك أيضاً جزر خارجية، وهي جزر مرجانية ذات ارتفاع منخفض، لا توجد فيها مياه للشرب، لذلك لا يعيش هناك أي شخص.
تم تسمية هذه الجزر على اسم سياسي فرنسي يدعى Moreau de Séchelles، كان يعتني بشكل أساسي بالمستوطنين الفرنسيين في الجزر. خلال الفترة الاستعمارية، أقام الفرنسيون مزارع كبيرة لزراعة التوابل وتصديرها. كما جلبوا العبيد إلى الجزر للعمل في الحقول.
تلعب الرياح الموسمية دوراً رئيسياً في جزر سيشل. تهب الرياح الموسمية الشمالية الغربية من ديسمبر إلى مارس. بعد ذلك يصبح الطقس أكثر هدوءاً. من مايو إلى سبتمبر، تجتاح الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية الجزر بعواصفها العنيفة.
غالبًا ما تشرق الشمس اثنتي عشرة ساعة يومياً في سيشيل. ويبلغ متوسط درجة الحرارة 27 درجة. كما أن درجات حرارة المياه دافئة بدرجة متوسطة تبلغ 26 درجة.
من ناحية أخرى تعتبر سيشل موطن لسلحفاة ألدابرا العملاقة وهي أكبر سلحفاة في إفريقيا ولا تعيش سوى في هذه الجزيرة.
اللغة والسكان
يبلغ عدد سكان سيشل حوالي 98,462 نسمة (2020)، يعيش غالبيتهم في العاصمة فيكتوريا. وهم معروفون باسم سيشل. جزء كبير من الجزر وخاصة الجزر المرجانية غير مأهولة بالسكان.
العديد من سكان الجزر من نسل العبيد وكذلك المستوطنين الذين قدموا في وقت سابق إلى الجزر من فرنسا أو من المستعمرات الفرنسية الأخرى. قلة من الناس هم في الأصل من الصين أو الهند أو الدول الأوروبية. ينتمي غالبية سكان الجزر إلى الديانة المسيحية وقليل منهم مسلمون أو هندوس.
إلى جانب ذلك، تعتبر الفرنسية والإنجلزية اللغات الرسمية في البلاد. كما يتحدث الناس أيضاً لغة الكريول.
الوضع الاقتصادي
الوضع الاقتصادي في سيشل ليس سيء كما هو الحال في غالبية مناطق إفريقيا. وتعتبر المشكلة الأساسية لهذه الدولة أنه يجب استيراد العديد من السلع التي لا يمكن تصنيعها في الجزر نفسها.
يتم الاعتماد على الزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للسكان. حيث تزرع الكسافا والموز وأنواع أخرى من الخضار. هناك أيضًا منتجات تصديرية مثل جوزة الطيب أو الفانيليا أو القرفة ولكن بدرجة قليلة فقط.
السياحة هي أهم عنصر في اقتصاد سيشيل. لا تعتمد جزر سيشل على السياحة الرخيصة، بل تعتمد على المصطافين الذين يبحثون عن الرفاهية. تخلق السياحة العديد من الوظائف. حيث يعمل الكثير من الناس في الفنادق أو المطاعم أو الحانات.
تاريخ الدولة
كان البحارة العرب أول من وطأت أقدامهم جزر سيشل لأول مرة في القرن السابع، حيث أنها لم تكن مأهولة في السكان بذلك الوقت. وفي بداية القرن السادس عشر سجلها الملاح البرتغالي الشهير فاسكو دا جام على الخرائط.
في عام 1770، استولى الفرنسيون على الجزر وأعطوها اسم سيشل. بعد بضع سنوات بدأ الاستيطان الفعلي للجزر. في البداية قام الفرنسيون بجلب العبيد السود من مدغشقر إلى سيشل واستخدموهم كعمال في مزارعهم. في غضون ذلك، أصبح الوضع الإيجابي للجزر معترفاً به بشكل أفضل واندلع الصراع على السيادة على الجزر بين بريطانيا العظمى وفرنسا.
انتهت الخلافات الطويلة بين هذين البلدين في عام 1814 بمعاهدة باريس، والتي بموجبها تم تسليم جزر سيشل إلى بريطانيا العظمى. استخدم البريطانيون الجزيرة كمستعمرة عقابية لسجناءهم.
أصبحت سيشيل مستعمرة مستقلة فقط في عام 1903. بعد الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس الأحزاب وبدأت الجهود من أجل استقلال الجزر. تمكن سكان سيشيل أخيرًا من فرض الحكم الذاتي للجزر في عام 1970 ثم الاستقلال بعد ذلك بست سنوات، في عام 1976.