الموقع الجغرافي
إسواتيني أو سوازيلاند هو بلد غير ساحلي يقع في جنوب إفريقيا. تبلغ مساحة إسواتيني 17,363 كيلومتر مربع، وهي ثاني أصغر دولة في إفريقيا بعد غامبيا. تبلغ أقصى مسافة لها من الشمال إلى الجنوب حوالي 200 كيلومتر، ومن الغرب إلى الشرق حوالي 130 كيلومتر.
عاصمة البلاد تسمى مباباني. ومع ذلك، فإن أكبر مدينة هي مانزيني، وهي المركز الاقتصادي للبلاد. يحد إيسواتيني موزمبيق من الشرق بطول 105 كيلومتر وجنوب إفريقيا من الشمال والغرب والجنوب بطول 430 كيلومتر.
تنقسم إسواتيني إلى أربع مناطق: هوهو و لوبمبو و مانزيني و شيسلفيني. ويدير كل من هذه المناطق رئيس. كما تميز البلاد أربع مناطق طبيعية من الغرب إلى الشرق. في الغرب تقع المرتفعات، المعروفة أيضاً باسم هايفلد التي يصل ارتفاعها إلى 1300 متر. يُطلق على أعلى جبل في إيسواتيني اسم إيمليمبي ويبلغ ارتفاعه 1862 متر. على الحدود الشرقية للبلاد توجد جبال لوبموبيرغ التي يصل ارتفاعها إلى 776 متر، وتمتد في اتجاه الشمال والجنوب.
اللغة والسكان
يبلغ عدد سكان إسواتيني 1,16 مليون نسمة (2020)، يشكل شعب سوازي بانتو الغالبية العظمى منهم. كما يعيش فيها أيضاً أقليات مثل سوتو، زولو وتسونجا.
اللغات الرسمية للبلاد هي الإنجليزية والسيسواتية وهي إحدى لغات البانتو. كما تتشابه لغات الزولو والكسوسا مع لغة السيسواتي لدرجة أن المتحدثين بها يمكنهم فهم بعضهم البعض.
متوسط العمر المتوقع في إسواتيني منخفض، حيث يبلغ في المتوسط حوالي 49 عاماً، وهو الأدنى في العالم. وفقًا لليونيسف، فإن إسواتيني هي الدولة التي لديها أعلى معدل للإيدز في العالم. ربع البالغين مصابون بفيروس هاي، وحوالي 40 من كل 100 امرأة حامل مصابات أيضاً، ولسوء الحظ فإن خطر انتقال هذا المرض المميت إلى أطفالهن مرتفع للغاية.
الوضع الاقتصادي
لا يزال الكثير من الناس في إسواتيني يعيشون بشكل تقليدي للغاية. وهم يحافظون على العادات والتقاليد القديمة. ووفقاً للإحصاءات، يعتمد واحد من كل أربعة سكان على المساعدات الغذائية ولا يمكنه إطعام نفسه. تعد سوازيلاند أيضاً واحدة من أفقر دول العالم، حيث تعيش نسبة كبيرة من السكان بأقل من دولار واحد في اليوم. كثير من الناس في البلد عاطلون عن العمل وترتفع معدلات البطالة بشكل خاص بين الشباب.
أهم محصول في إسواتيني هو قصب السكر الذي يتم تصديره للخارج. كما يزرع القطن والذرة والتبغ والأرز والدخن والفول السوداني. ويتم تصدير الحمضيات وخاصة الأناناس. إلى جانب ذلك، يتم تربية الماشية والأغنام والماعز. ومع ذلك فإن معظم الأشخاص الذين يمارسون الزراعة يزرعون لاكتفائهم الذاتي فقط.
في السابق كان يتم تعدين خام الحديد في هذه الدلوة الصغيرة. ولكن لم يعد هناك ما يكفي منه للتعدين. لكن لا يزال استخراج الماس والفحم الصلب والكاولين ممكناً، ولكن على نطاق ضيق. كما يوجد أيضاً مصنع Coca-Cola في إسواتيني يزود إفريقيا بأكملها بهذا المشروب.
ومع ذلك، يعيش 42 من كل 100 شخص في إيسواتيني تحت خط الفقر. يعتمد اقتصاد إيسواتيني بشكل كبير على جنوب إفريقيا. كما ترتبط العملة ارتباطاً وثيقاً بعملة جنوب إفريقي. يذهب نصف جميع الصادرات إلى جنوب إفريقيا وتأتي 90 في المائة من جميع الواردات من هناك.
تاريخ الدولة
استقرت قبائل البوشمن والسان في العصر الحجري بما يعرف الآن بمملكة إسواتيني، وانتقلوا عبر البلاد مع قطعانهم. حيث تركوا المنحوتات الصخرية التي لا يزال من الممكن رؤيتها حتى اليوم. في وقت لاحق، هاجرت قبائل البانتو إلى البلاد وشردت السكان المحليين جزئياً. استقر البانتو في البداية في منطقة ما يعرف الآن بدولة موزمبيق، الجار المباشر لسوازيلاند.
في بداية القرن التاسع عشر، كانت إسواتيني تحت حماية البريطانيين. لكن البوير سيطروا إلى حد كبير بحلول نهاية القرن التاسع عشر. كانوا من نسل الأوروبيين المهاجرين، ومعظمهم من الهولنديين. فقط بعد حرب البوير الثانية انتقلت الإدارة إلى أيدي بريطانيا العظمى. وفي عام 1907 أصبحت سوازيلاند محمية بريطانية.
منذ الستينيات، ازدادت الدعوات المطالبة باستقلال البلاد وظهرت أحزاب سياسية تدافع عن ذلك. حتى حصلت إسواتيني على استقلالها في عام 1968. مع ذل ، في وقت مبكر من عام 1973، في عهد الملك سوبوزا الثاني تم حظر جميع أحزاب المعارضة في البلاد التي لديها مقاعد في البرلمان. وفي عام 1978، تم وضع دستور جديد أعطى الملك وحده السلطة في الدولة. كما شغل أفراد العائلة المالكة العديد من المناصب الهامة داخل الدولة.
في عام 1986 وصل الملك مسواتي الثالث إلى السلطة. لذا تعد سوازيلاند اليوم واحدة من آخر الأنظمة الملكية المطلقة في العالم بأسره. هذا يعني أن السلطة لا تزال في يد الملك الحاكم. حيث يوجد بالفعل برلمان، لكن الملك نفسه يختار معظم النواب ثم يختار الموظفين الموالين للملك فقط. لا توجد أحزاب للاختيار من بينها في الانتخابات. فقط جزء من النواب ينتخبهم الشعب. وفي النهاية، فإن أعضاء البرلمان لديهم وظيفة استشارية فقط.
لذلك يمكن للملك أن يفعل ما يشاء. الملك نفسه يُسمي نظامه السياسي “الديموقراطية الملكية”. حيث يتم قمع أي معارضة في البلاد ولا توجد حرية صحافة فيها. ومع ذلك، تتكثف الجهود خاصة من جانب النقابات العمالية لجعل البلاد أكثر ديمقراطية، لكن من دون جدوى.