أمراض القلب والأوعية الدموية

السكتة الدماغية: أسبابها، أعراضها ومخاطرها

كيف تحدث السكتة الدماغية؟

السكتة الدماغية هي اضطراب مفاجئ في تدفق الدم في الدماغ، والتي تكون بحاجة إلى رعاية طبية في أسرع وقت ممكن. خلاف ذلك، تموت العديد من خلايا الدماغ بحيث يعاني المريض من تلف دائم مثل الشلل أو اضطرابات الكلام أو حتى الموت.

يعني اضطراب الدورة الدموية الحاد في الدماغ أن خلايا الدماغ تتلقى القليل جداً من الأكسجين والمواد المغذية. يمكن أن يكون فقدان وظائف المخ نتيجة لذلك، مثل التنميل أو علامات الشلل أو اضطرابات الكلام أو الرؤية. لكن، من خلال العلاج الفوري، يمكن أن يتراجعوا في بعض الأحيان؛ في حالات أخرى تظل دائمة. كما يمكن أن تكون السكتة الدماغية الشديدة قاتلة أيضاً.

إضافة إلى ذلك، فإن أي شخص أصيب بسكتة دماغية من قبل يكون أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية أخرى. حوالي 40 من كل 100 شخص أصيبوا بالفعل بسكتة دماغية سيصابون بآخر في غضون عشر سنوات. كما يزداد أيضاً خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى (مثل النوبة القلبية) لدى مرضى السكتة الدماغية.

السكتة الدماغية عند الشباب

يزداد خطر الإصابة بسكتة دماغية مع تقدم العمر: 2,4 لكل 100،000 شخص تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 24 عاماً و 20 لكل 100،000 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و 44 عاماً، و 1200 لكل 100،000 شخص تتراوح أعمارهم بين 75 و 84 عاماً.

ومع ذلك، فإن عدد الأشخاص المتضررين يتزايد أيضاً عاماً بعد عام بين الأشخاص قبل الشيخوخة بوقت طويل. ربما يكون السبب هو أن عوامل الخطر تتحول أيضاً إلى مراحل مبكرة من الحياة مثل السمنة، وزيادة مستويات الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وعدم ممارسة الرياضة.

إضافة لذلك، يمكن أن يعاني الأطفال أيضاً من السكتة الدماغية حتى الذين لم يولدوا بعد في الرحم. تشمل الأسباب المحتملة، على سبيل المثال، اضطرابات التخثر وأمراض القلب والأوعية الدموية. في بعض الأحيان، يتسبب مرض معدي في حدوث سكتة دماغية عند الأطفال.

أعراض السكتة الدماغية

  • تعتمد أعراض السكتة الدماغية على منطقة الدماغ المتأثرة ومدى شدة السكتة الدماغية. في كثير من الأحيان يكون هناك ضعف حاد وخدر وشعور بالشلل في جانب واحد من الجسم. يمكن التعرف على ذلك، على سبيل المثال، من خلال زاوية الفم والجفن المتدلي من جانب واحد أو عدم قدرة المريض على تحريك ذراعه. حيث يتأثر الجانب الأيسر من الجسم عندما تحدث السكتة الدماغية في نصف الكرة الأيمن والعكس صحيح. إذا أصيب المريض بالشلل التام، فهذا يشير إلى وجود سكتة دماغية في جذع الدماغ.
  • الاضطرابات البصرية المفاجئة هي أيضاً أعراض شائعة للسكتة الدماغية. بحيث يُبلغ المصابون أن رؤيتهم غير واضحة أو أنهم يعانون من الرؤية المزدوجة. يمكن أن يشير فقدان الرؤية المفاجئ والمؤقت في عين واحدة أيضاً إلى حدوث سكتة دماغية.
  • يمكن أن يكون اضطراب الكلام الحاد أيضاً علامة على حدوث سكتة دماغية. فبعض المرضى يتحدثون فجأةً بشكل متداخل أو يلفون الحروف أو لم يعد بإمكانهم التحدث على الإطلاق. غالباً ما لا يستطيع مرضى السكتة الدماغية فهم ما يقال لهم. يُعرف هذا باسم اضطراب عدم فهم الكلام.
  • يمكن أن تشمل العلامات الأخرى المحتملة للسكتة الدماغية الدوخة المفاجئة والصداع الشديد.

الأسباب وعوامل الخطر

يفرق الأطباء بين أسباب مختلفة للسكتة الدماغية. لكن السببان الأكثر شيوعاً هما انخفاض تدفق الدم والنزيف الدماغي.

السكتة الدماغية بسبب انخفاض تدفق الدم

يعتبر النقص الحاد في تدفق الدم أو نقصه (نقص التروية) في مناطق معينة من الدماغ هو السبب الأكثر شيوعاً لجميع السكتات الدماغية. وهو مسؤول عن حوالي 80 في المائة من جميع حالات السكتة الدماغية.

كما يمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة لنقص تدفق الدم في مناطق معينة من الدماغ. أهمها:

  • تجلط الدم: يمكن للجلطة الدموية أن تسد أحد الأوعية الدموية وبالتالي تقطع إمداد الدم والأكسجين إلى منطقة من الدماغ. غالباً ما تكون الجلطة في القلب (مثل الرجفان الأذيني) أو في الشريان السباتي “المتصلب” وتم نقلها إلى الدماغ عن طريق مجرى الدم.
  • تكلس الأوعية الدموية” أو تصلب الشرايين: الأوعية أو الأوعية الدماغية التي تغذي الدماغ (مثل الشريان السباتي) يمكن أن “تتكلس” بسبب الرواسب على الجدار الداخلي والتي تضيق الأوعية الدموية أكثر فأكثر أو حتى تسدها بالكامل.

السكتة الدماغية بسبب النزيف الدماغي

حوالي 20 في المائة من جميع السكتات الدماغية ناتجة عن نزيف في الرأس. السكتة الدماغية التي يسببها هذا النزيف الدماغي تسمى أيضاً السكتة الدماغية النزفية. كما يمكن أن يحدث النزيف في أماكن مختلفة:

  • نزيف في الدماغ: تنفجر إحدى الأوعية الدموية فجأة مباشرة في الدماغ ويتسرب الدم إلى أنسجة المخ المحيطة. عادةً ما يكون السبب وراء ما يسمى بالنزيف داخل المخ هو ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تتسبب الحالات الطبية الأخرى وتعاطي المخدرات وتمزق الشذوذ الخلقي (مثل تمدد الأوعية الدموية) في الدماغ أيضاً في حدوث نزيف في الدماغ. في بعض الأحيان يظل السبب غير واضح.
  • النزيف بين السحايا: تحدث السكتة الدماغية بسبب النزيف في ما يسمى بالفضاء تحت العنكبوتية. وهو فراغ على شكل فجوة بين السحايا الوسطى والسحايا الداخلية المليئة بالسائل النخاعي. عادة ما يكون سبب هذا النزف تحت العنكبوتية هو تمدد الأوعية الدموية الممزق تلقائياً (تشوه الأوعية الدموية الخلقي مع انتفاخ جدار الأوعية الدموية).

أسباب نادرة للسكتة الدماغية

يمكن أن يكون للسكتة الدماغية أسباب أخرى غير انخفاض تدفق الدم أو النزيف الدماغي، خاصة عند الشباب. في بعض المرضى، تحدث السكتة الدماغية بسبب التهاب جدران الأوعية الدموية. حيث يحدث هذا الالتهاب الوعائي في سياق أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب الشرايين العملاقة والتهاب الشرايين تاكاياسو ومرض بهجت والذئبة الحمامية الجهازية.

الأسباب النادرة الأخرى للسكتة الدماغية هي الانصمامات الدهنية والهوائية. وهي عبارة عن قطرات من الدهون أو الهوا ءتخترق انسداد الأوعية الدموية في المخ، مما يؤدي إلى احتشاء دماغي. يمكن أن يحدث الانصمام الدهني في كسور العظام الشديدة عندما ينتقل نخاع العظم الدهني إلى الدم. يمكن أن يحدث الانسداد الهوائي كمضاعفات نادرة جدًا لجراحة القلب المفتوح أو الصدر أو الحلق.

كما تعتبر اضطرابات التخثر الخلقية وتشكيل جلطات الدم في الأوردة من الأسباب النادرة للسكتة الدماغية.

عوامل الخطر

لا تظهر السكتات الدماغية من العدم. حيث يمكن أن تسهم عوامل مختلفة في تكوينها مثل ارتفاع ضغط الدم، الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين، مما يعني أن الرواسب تتشكل على الجدار الداخلي للأوعية. ونتيجة لذلك، تصبح الأوعية ضيقة بشكل متزايد. مما يساعد على حدوث السكتة الدماغية.

التدخين

يعد التدخين أيضاً أحد عوامل الخطر التي يمكن تجنبها للإصابة بالسكتات الدماغية. فكلما زاد عدد السجائر التي يدخنها الشخص يومياً وكلما طالت فترة التدخين، زادت مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. إضافة لذلك، يعزز التدخين تكلس الأوعية الدموي ةواضطرابات التمثيل الغذائي للدهون وكلاهما من عوامل الخطر الأخرى للسكتة الدماغية.

كما يقلل التدخين أيضاً من كمية الأكسجين التي يمكن أن تحملها خلايا الدم الحمراء (كريات الدم الحمراء). نتيجة لذلك، تحصل الأنسجة والأعضاء على كمية أقل من الأكسجين، بما في ذلك الدماغ. ثم يرسل هذا إشارات إلى نخاع العظم لإنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين. ومع ذلك، بسبب الزيادة في كريات الدم الحمراء، يصبح الدم “سميكًا”. ونتيجة لذلك، يتدفق بشكل أكثر سوءاً عبر الأوعية الضيقة.

وأخيراً، يزيد التدخين من قدرة الدم على التخثر في المقام الأول لأن الصفائح الدموية تصبح أكثر لزوجة. هذا يجعل من السهل تكوين الجلطات الدموية، والتي يمكن أن تسد الأوعية الدموية. إذا حدث هذا في الدماغ، فإنه يؤدي إلى سكتة دماغية.

عوامل الخطر الهامة الأخرى

  1. الكحول: يزيد استهلاك الكحول بكثرة، سواء بشكل منتظم أو غير منتظم، من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استهلاك الكحول المنتظم ينطوي على مخاطر صحية أخرى (مثل احتمال الإدمان، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان).
  2. السمنة: تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة. بالإضافة إلى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، يشمل ذلك أيضاً السكتة الدماغية.
  3. عدم ممارسة الرياضة: العواقب المحتملة هي السمنة وارتفاع ضغط الدم. وكلاهما يعزز السكتة الدماغية.
  4. اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون: الكوليسترول الضار (الكوليسترول الضار) ودهون الدم الأخرى هي جزء من الرواسب التي تتشكل على الجدران الداخلية للأوعية في تصلب الشرايين. لذلك، يزيد ارتفاع مستويات الدهون في الدم (مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول) من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق تصلب الشرايين.
  5. مرض السكري: يتسبب مرض السكري في إتلاف جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة سُمكها، وهذا يؤثر على تدفق الدم. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي مرض السكري إلى تفاقم تصلب الشرايين الموجود. بشكل عام، فإن مرضى السكر أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالسكري.
  6. الرجفان الأذيني: يزيد عدم انتظام ضربات القلب من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لأنه يتسبب في تكوين جلطات الدم بسهولة في القلب.
  7. أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى: أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى مثل ساق المدخن (PAD) و “الضعف الجنسي” تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
  8. تضيق الشريان السباتي: يعتمد عادةً على تكلس الأوعية الدموية (تصلب الشرايين) وغالبًا لا يسبب أي أعراض لفترة طويلة.
  9. الصداع النصفي الهالة: السكتة الدماغية الناتجة عن نقص تدفق الدم شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المصحوب بالأورة. حيث يسبق الصداع أعراض عصبية مثل اضطرابات بصرية أو حسية.
  10. حبوب منع الحمل: تناول حبوب منع الحمل يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية. هذا ينطبق بشكل خاص على النساء مع عوامل الخطر الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو التدخين أو السمنة أو الصداع النصفي الهالة. كما أن تناول مستحضرات الهرمونات أثناء انقطاع الطمث (العلاج بالهرمونات البديلة، العلاج التعويضي بالهرمونات) يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

الاستقصاءات والتشخيص

سواء كانت سكتة دماغية شديدة أو خفيفة، كل سكتة دماغية تعتبر حالة طارئة! إذا كنت تشك في شيء ما، يجب عليك الاتصال بطبيب الطوارئ على الفور.

التشخيص باستخدام اختبار FAST

باستخدام اختبار FAST، يمكنك فحص السكتة الدماغية المشتبه بها بسرعة وسهولة. يعمل الاختبار على النحو التالي:

F لـ “الوجه/Face”: اطلب من المريض أن يبتسم. إذا كان الوجه مشوهاW من جانب واحد، فهذا يشير إلى شلل نصفي نتيجة لسكتة دماغية.
أ “الذراعين/Arms”: اطلب من المريض مد ذراعيه للأمام في نفس الوقت مع رفع راحة اليد. إذا كان يواجه مشكلة في القيام بذلك ، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب شلل جزئي في جانب واحد من جسده نتيجة لسكتة دماغية.
حرف S لـ “الكلام/Speak”: اطلب من المريض أن يكرر جملة بسيطة. إذا لم يكن قادراً على القيام بذلك أو إذا كان صوته مشوشاً، فمن المحتمل أن يكون هناك اضطراب في الكلام نتيجة لسكتة دماغية.
T لــ “الوقت/Time”: اتصل بالطوارئ على الفور!

التشخيص في المستشفى

  • سيقوم طبيب الطوارئ بفحص وعي المريض وضغط الدم ومعدل ضربات القلب في الموقع. إذا كان المريض واعياً، يمكن للطبيب أن يسأله عما يحدث وأية أعراض (مثل عدم وضوح الرؤية أو التنميل أو الشلل).
  • بعد دخول المستشفى، يكون طبيب الأعصاب هو الأخصائي المسؤول في حالة الاشتباه في حدوث سكتة دماغية. إنه يقوم بفحص عصبي، فهو يفحص الكلام، والبصر، وحساسية اللمس وردود الفعل.
  • عادة ما يتم إجراء التصوير المقطعي للرأسعلى الفور. وغالبًا ما يُستكمل الفحص بعرض الأوعية الدموية (تصوير الأوعية المقطعي المحوسب) أو قياس تدفق الدم. حيث تظهر الصور من داخل الجمجمة ما إذا كان انسداد الأوعية الدموية أو النزف الدماغي مسؤولاً عن السكتة الدماغية. كما يمكن أيضاً تحديد موقعها ومداها.
  • يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بدلاً من التصوير المقطعي المحوسب. ويمكن أيضاً دمجه مع عرض الأوعية الدموية أو قياس تدفق الدم.
  • عند بعض المرضى، يتم إجراء فحص منفصل بالأشعة السينية للأوعية (تصوير الأوعية الدموية). تصوير الأوعية الدموية مهم ، على سبيل المثال ، للكشف عن تشوهات الأوعية الدمويةأو تسرب الأوعية الدموية.
  • يمكن أيضاً إجراء فحص خاص بالموجات فوق الصوتية (دوبلر وتصوير بالموجات فوق الصوتية المزدوجة) للأوعية التي تغذي الدماغ، مثل الشريان السباتي، لتوضيح السكتة الدماغية. يمكن للطبيب أن يرى ما إذا كانت هناك “تكلسات” (رواسب تصلب الشرايين) على الجدار الداخلي للوعاء. قد تكون موقع جلطة دموية حملها مجرى الدم وتسببت في السكتة الدماغية.
  • يمكن أن يكشف الفحص بالموجات فوق الصوتية لتجويف القلب (تخطيط الصدى) عن أمراض القلب التي تعزز تكوين جلطات الدم، على سبيل المثال الرواسب على صمامات القلب. في بعض الأحيان يتم اكتشاف جلطات الدم في تجاويف القلب. يمكن أن تسبب سكتة دماغية أخرى. لذلك يجب أن يعطى المريض دواء مميع للدم يعمل على إذابة جلطات الدم.
  • فحص القلب المهم الآخر بعد السكتة الدماغية هو تخطيط القلب الكهربائي (ECG). هذا هو قياس التيارات الكهربائية للقلب. في بعض الأحيان يتم إجراؤه أيضًا كقياس طويل الأجل (تخطيط كهربية القلب لمدة 24 ساعة أو تخطيط كهربية القلب على المدى الطويل). يمكن للطبيب استخدام مخطط كهربية القلب لتحديد أي عدم انتظام ضربات القلب. كما أنها عامل خطر مهم للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية.
  • اختبارات الدم مهمة أيضاً لتشخيص السكتة الدماغية. على سبيل المثال، يتم تحديد قيم تعداد الدم وتخثر الدم وسكر الدم والكهارل وقيم الكلى.
السابق
ما هو الكوليسترول الحميد؟
التالي
معلومات عن طائر الكندور