ما هي الولادة المبكرة؟
تحدث الولادة المبكرة عندما يولد الطفل قبل اكتمال جميع أشهر الحمل التسعة. ويميز الأطباء بين الأطفال المولودين مبكراً بشكل معتدل من الأسبوع الثاني والثلاثين إلى الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. والمولودين قبل الأوان جداً من الأسبوع الثامن والعشرين إلى الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل. والأطفال المولودين قبل الأوان للغاية، قبل الأسبوع الخامس والعشرين إلى الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل. غالباً ما يقل وزن أطفال الخداج (المولودين قب أوانهم) عن 2500 غرام، واعتماداً على مرحلة نموهم، يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة.
أساب الولادة المبكرة
لا يمكن تحديد أسباب الولادة المبكرة بوضوح، والتي تكون مزيجاً من عوامل مختلفة، مثل أمراض الأم السابقة أو العدوى أو الإجهاد النفسي والاجتماعي أو عمر الأم أو الملوثات الخاصة أو السموم أو الاضطرابات في نمو الجنين. بشكل عام يمكن أن تكون الأسباب المحتملة وراء الولادة المبكرة هي:
- التهابات المهبل
- أمراض سابقة للمرأة الحامل، مثل: السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الغدة الدرقية والكلى
- تشوهات الرحم أو المشيمة
- حمل متعدد
- اضطرابات النمو لدى الطفل
- التشوهات الجينية في الجنين
- تمزق الأغشية قبل المخاض
- زيادة الوزن عند النساء الحوامل أو نقص الوزن
- عمر المرأة الحامل: أقل من 18 عاماً أو أكثر من 35 عاماً.
ولكن هناك أيضاً عوامل خارجية يمكن أن تزيد من خطر الولادة المبكرة. وتشمل هذه، على سبيل المثال، الاستهلاك المفرط للنيكوتين والكحول أو الإجهاد المفرط أثناء الحمل. يمكن الحد من مخاطر الإجهاض إذا تناولت المرأة الحامل طعاماً صحياً مع عدم بذل مجهود كبير في العمل.
من المهم أيضاً إجراء فحوصات منتظمة مع الطبيب المعالج. يمكن أن تكون علامات الولادة المبكرة الوشيكة انقباضات مبكرة تحدث قبل الموعد المتوقع للولادة. إذا كنت تعانين من تقلصات منتظمة (تصل إلى ثلاث مرات في الساعة) وألم في ظهرك، فمن الضروري أن تذهبي إلى المستشفى على الفور. كما يمكن أن يشير النزيف وعنق الرحم المفتوح أيضاً إلى الولادة المبكرة. يقرر الطبيب ما يجب فعله في هذه الحالة، حيث يمكن أن تساعد الأدوية أو الراحة الشديدة في الفراش على تأخير الولادة المبكرة الوشيكة.
ولادة قيصرية أم طبيعية في حالة الولادة المبكرة؟
يعتمد تقييم ما إذا كان يجب ولادة الطفل بعملية قيصرية أو بشكل طبيعي في حالة الولادة المبكرة الوشيكة على نضج الطفل وحالته العامة. شريطة عدم وجود اعتراض لدى الأطباء وعدم وجود خطر على الأم والطفل.
في حالة الأطفال الخدج للغاية، فإن العملية القيصرية هي الخيار الوحيد بسبب انخفاض وزنهم عند الولادة وعدم نضج الأعضاء. بعد الولادة مباشرة، يتلقى الأطفال الخدج رعاية طبية مكثفة.
الرعاية الطبية للأطفال الخداج
يحتاج الأطفال المولودين قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل إلى رعاية طبية مكثفة بعد الولادة. كلما كان الطفل بعيداً عن موعد ولادته المحسوب، تكون الأعضاء الأقل نضجاً مثل الرئتين والكلى.
بعد الولادة، يتم وضع الأطفال الخدج في حاضنة أو سرير تدفئة. ذلك نظراً لأنهم لا يستطيعون تنظيم درجة حرارة أجسامهم، فإن الحاضنة تضمن درجة الحرارة المحيطة الصحيحة. كما يتم مراقبة تنفس الطفل وضربات قلبه على مدار الساعة.
غالباً ما يتعين تهوية الأطفال الخداج للغاية وإطعامهم من خلال أنبوب المعدة. كما أن الاتصال الجسدي مع الأم أو الأب لا يقل أهمية عن الرعاية الطبية للأطفال الخدج. بمجرد استقرار الأطفال بدرجة كافية، يتم وضعهم عراة على صدر أحد الوالدين، المعروف أيضاً باسم طريقة الكنغر، لمدة ساعة أو أكثر في اليوم. هذا يساعد الطفل على سماع دقات قلب أمه أو أبيه. مما يساعد على بناء الرابطة بين الوالدين والطفل، وهو أمر مهم جداً للطفل.
كقاعدة عامة، يبقى الأطفال الخداج في الحاضنة حتى الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل أو حتى يزن ما بين 1400 غرام و 1800 غرام. ثم يتم وضع وضعه في سرير دافئ حسب نموه الفردي. لكي يتمكن الأطفال المولودين قبل الأوان أخيراً من العودة إلى المنزل لوالديهم، يجب أن يكونوا قد وصلوا إلى وزن لا يقل عن 2500 غرام.
ومع ذلك، من المهم أيضاً ما إذا كان تنفس الطفل ودورته الدموية مستقرين وما إذا كان بإمكانه تنظيم درجة حرارة جسمه بشكل مستقل. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الطفل قادراً على الرضاعة من الثدي أو رضاعة صناعية.
العواقب والنتائج طويلة المدى للولادة المبكرة
بفضل التقدم الكبير في طب العناية المركزة، حتى الأطفال الذين يقل وزنهم عن 1000 غرام لديهم الآن فرصة للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، يمكن أن يكون للولادة المبكرة عواقب على نمو الطفل. على سبيل المثال لاحقاً في رياض الأطفال والمدرسة، يمكن ملاحظة الاضطرابات السلوكية، وصعوبات التعلم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل متكرر أكثر من الأطفال البالغين.
لذلك، من المهم للغاية مراقبة نمو الأطفال الخداج عن كثب على مر السنين من أجل التمكن من الاستجابة بشكل مناسب للتأثيرات المتأخرة المحتملة. حيث أنه من خلال العلاجات المصممة خصيصاً للطفل، يمكن تعويض الإعاقات جزئياً.