قصة تاج محل
يجذب تاج محل سنوياً ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، ليس فقط من أجل بناءه الجميل، وإنما بسبب قصة بناءه الرومانسية والحزينة في الوقت نفسه.
تاج محل هو ضريح ضخم من الرخام الأبيض بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان بمدينة أغرا في الهند. بدأت قصة بناء الضريح عام 1631 عندما توفيت أرجوماند بانو بيجوم (تُسمى أيضاً ممتاز محل) زوجة الملك الهندي شاه جهان أثناء ولادتها لطفلها الرابع عشر. وفقاً للأساطير، قيل إنها أخبرت زوجها وهي على فراش الموت أنها تريد قبراً فريداً من نوعه في العالم. ومن شدة حبه لها، عمل على مدار العشرين عاماً اللاحقة على بناء هذا الضريح. وفي عام 1648 تمكن الملك من تحقيق أمنية زوجته وبناء قبر رائع وفريد من نوعه حقاً.
ومع ذلك، بعد سنوات قليلة من بناء الضريح أُطيح بالملك شاه جهان على يد ابنه الذي تولى العرش. وبقي جهان مسجوناً في القلعة الحمراء في أغرة ولم يتمكن من رؤية ضريح زوجته إلى من بعيد، وبعد وفاته عام 1666 تم دفنه في تاج محل بجانب زوجته.
الهندسة المعمارية
شارك حوالي 20,000 حرفي والعديد من المهندسين المعماريين في بناء هذا المبني الضخم. الذين دمجوا عناصر البناء الهندية مع الفن المعماري الفارسي وخلقوا هذا الهيكل الفريد. تم جلب مواد البناء من أجزاء أخرى من الهند وكذلك من جميع أنحاء آسيا إلى أغرا بمساعدة 1000 فيل. استخدم المهندسين الرخام الأبيض الذي تم جلبه من مدينة جايبور الهندية التي تقع على بعد حوالي 400 كيلومتر، في البناء. كذلك استخدموا أكثر من 28 نوعاً مختلفاً من الأحجار الكريمة لتزيين الرخام منها العقيق اليماني، والعقيق الفارسي وبلورات من الصين والياقوت الأزرق من سريلانكا.
تبلغ مساحة مبنى تاج محل 100 متر مربع، ويبلغ ارتفاعه 58 متر وعرضه 56 متر. يوجد حول المبنى حديقة مساحتها 300 متر مربع يرويها نهر جومنا القريب من المبنى. كما يوجد في وسط الحديقة حوض مائي طولي، ينعكس القبر في مياهه. كما يوجد حول المبنى أربعة مآذن بارتفاع 41 متراً تميل قليلاً بحيث لا تسقط على المبنى في حالة حدوث زلزال. إضافة لذلك، هناك أيضاً مسجد من الرمل الأحمر في الموقع المواجه للغرب باتجاه مكة المكرمة.
لم يتم بناء تاج محل بالكامل من الرخام الأبيض، وإنما من الطوب المكسو بالرخام. جاء الطوب من مقلع قريب، مما جعل نقله أقل تكلفة بكثير من نقل الرخام.
إلى جانب ذلك، تأثر بناء تاج محل بشدة بالعمارة الآسيوية والفارسية والإسلامية، وتشير النقوش الحجرية المتقنة إلى الأنماط الهندوسية. لكن لا توجد صور لأشخاص أو حيوانات داخل المبنى، وهو ما ينبع من التقاليد الإسلامية. بدلاً من ذلك، تم تزيين تاج محل بالخط العربي، ومعظمها مستنسخ لمقتطفات من القرآن.
المخاطر والتهديدات
على الرغم من كل الجهود لحماية تاج محل، إلا أن الأضرار البيئية في المناطق المحيطة كان لها تأثير كبير على الهيكل. تتمثل إحدى المشاكل في أن الشركات تستنزف المياه بشكل متزايد من نهر جامونا، مما يؤدي إلى تراجع مستوى المياه وبالتالي تتعرض الأعمدة الأربعة الموجودة مباشرة على هذا النهر للهواء بشكل متزايد مما يجعلها هشة.
مشكلة أخرى يتعرض لها المبنى وهي إزالة الأشجار من الغابات المجاورة. كانت هذه الأشجار تحمي الهيكل من العواصف الرملية الشائعة في الهند. لكن إزالتها تهدد المظهر الخارجي للمبنى. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تلوث الهواء في الهند إلى تحويل اللون الأبيض للهيكل إلى اللون الأصفر وغالباً ما يكون محاطاً تماماً بالضباب الدخاني.
وقد تم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الضرر. حيث تُمنع السيارات والحافلات التي تعمل بالبنزين من الأقتراب من المبنى في دائرة نصف قطرها 2 كيلومتر. ويُسمح فقط الوصول إلى هناك عن طريق المركبات الصديقة للبيئة أو العربات التي تجرها الخيول.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقليل العدد اليومي للزوار من 70,000 إلى 40,000. يهدف ذلك إلى الحفاظ على تاج محل وحمايته لفترة أطول.
زيارة تاج محل
يجب الانتباه لعدة أمور عند التخطيط لزيارة تاج محل. تتمتع الهند بدرجات حرارة مرتفعة جداً في الصيف. لذلك يُنصح الأشخاص الذين يتجنبون درجة الحرارة المرتفعة إلى السفر في الفترة بين أوكتوبر ومارس حيث تكون درجة الحرارة معتدلة.
يجب الانتباه عند شراء تذكرة الدخول إلى تاج محل إلى الاختلافات فيها، فهناك تذاكر خاصة للزوار الهنود وأخرى للزوار الدوليين. كما أن مدة صلاحية التذكرة هي ثلاث ساعات فقط.
إلى جانب ذلك، تعتبر فترة شروق الشمس من أجمل الأوقات لزيارة تاج محل. فلا يكون المكان مزدحماً بعد، ويكون الهواء صافياً. لهذا يُنصح بالاستيقاظ مبكراً والتواجد عند المدخل بحلول الساعة 6 صباحاً على أبعد تقدير.
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الضريح مغلق في يوم الجمعة، ويفتح أبوابه من السبت إلى الخميس من الساعة السادسة صباحاً وحتى السابعة مساءاً.
