دُول وقارات

جمهورية إفريقيا الوسطى

الموقع الجغرافي

تقع جمهورية إفريقيا الوسطى في وسط إفريقيا، شمال خط الاستواء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. تبلغ مساحتها 622,980 كم² وهي دولة غير ساحلية. تحدها تشاد في الشمال والسودان في الشمال الشرقي. كما تحدها من الشرق جمهورية الكونغو الدمقراطية ومن الجنوب جمهورية الكونغو، والكاميرون من الغرب.

عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى هي بانغي. التي تقع في الجنوب الغربي من البلاد على نهر أوبانجي. تأسست بانغي كقاعدة فرنسية في عام 1889، وهي اليوم أكبر مدينة في البلاد ويبلغ عدد سكانها حوالي 740.000 نسمة.

تقع معظم البلاد على هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 600 متر. في شرق البلاد، على الحدود مع السودان وجنوب السودان، تقع سلسلة جبال بونجو. يعتبر جبل توسورو الذي يبلغ ارتفاعه 1330 مترًا أعلى قمة في هذه السلسة.كما تقع سلسلة جبال ثانية في الغرب على الحدود مع الكاميرون تُسمى ياد ماسيف، أعلى جبل فيها هو جبل نجوي بارتفاع 1420 متر.

مناخ جمهورية إفريقيا الوسطى استوائي في الغالب. دائماً ما يكون الجو رطباً في جنوب البلاد، ولهذا تنمو الغابات الاستوائية المطيرة هناك. كما تتقلب درجات الحرارة على مدار السنة وبالتالي لا توجد فصول. يتحدث المرء أيضاً عن مناخ الوقت من اليوم ، لأن درجات الحرارة تتقلب في اليوم أكثر مما تتقلب من شهر لآخر.

اللغة والسكان

يعيش حوالي 4.83 مليون نسمة (2020) في جمهورية إفريقيا الوسطى. غالبية السكان هم من الشباب، أقل من 15 عاماً ويشكلو 40٪ من السكان، فيما يشكل الأشخاص تحت 25٪ عام 60٪ من السكان. مع ذلك ، فإن متوسط ​​العمر المتوقع منخفض. الرجال 52 سنة والنساء 55 سنة. كما يموت 41 من بين 1000 ألف طفل عند الولادة. الفقر والجوع والمرض يجعل الحياة صعبة.

يعيش معظم الناس في منطقة العاصمة بانغي وعلى الأنهار. حيث يعيش 41٪ من السكان في المناطق الحضرية، ولا تزال الغالبية تعيش في المناطق الريفية. إلى جانب ذلك، يشكل الأقزام الذين كانوا من أوائل سكان البلاد نسبة صغيرة جدًا من السكان. وهم يعيشون في عزلة في الغابات المطيرة في الجنوب الغربي. إضافة لذلك، تعيش شعوب البانتو الذين يشكلون أقلية في جمهورية إفريقيا الوسطى، أيضاً في تلك الغابات.

تعتبر قبيلة البيا أكبر مجموعة عرقية بنسبة 33٪ وهم يعيشون في شمال الجمهورية. ثاني أكبر مجموعة هي باندا بنسبة 27٪. يليها المانشيا 13٪، وسارة 10٪ والمبوم 7٪. إلى جانبه، يعيش الأزاندي في الجنوب الشرقي وفولا في الشمال الغربي.

من ناحية أخرى، يشكل المسيحيون 80٪ من السكان، ويعيش معظمهم في جنوب البلاد. كما لا يزال العديد من الناس يمارسون المعتقدات التقليدية، تكون أحياناً مختلطة بتعاليم مسيحية. بينما يشكل المسلمون 10٪ منهم ويعيشون في الشمال والشرق والشمال الغربي.

هناك لغتان رسميتان في جمهورية إفريقيا الوسطى: الفرنسية والسانغو. نشأت لغة سانغو من لغة نغباندي التي يتحدث بها الأشخاص الذين يحملون نفس الاسم على نهر أوبانغي. ثم تطورت إلى لغة مشتركة يمكن لمختلف الشعوب التواصل بها. إضافة إلى ذلك، يتم التحدث بإجمالي 72 لغة في البلاد، فلكل مجموعة عرقية لغتها الخاصة.

الوضع الاقتصادي

جمهورية أفريقيا الوسطى هي واحدة من أفقر البلدان في العالم. حيث يعيش 66٪ من السكان تحت خط الفقر. رغم أن البلاد غنية بالمواد الخام، ويتم تخزين النفط واليورانيوم والماس بشكل رئيسي في شمال شرق البلاد. كما يتم تصدير الخشب والماس، اللذان يجلبان الكثير من المال للدولة. لكن لا يستفد من ذلك سوى الأثرياء.

يعتمد الاقتصاد إلى حد كبير على الزراعة، وتشكل 43٪ من اقتصاد الدولة، و 16٪ فقط من الصناعة و 41٪ من الخدمات.

يُزرع في جمهورية إفريقيا الوسطى بشكل أساسي الكسافا والبطاطا والدخن والذرة والموز للاستهلاك المحلي. بينما يُزرع القطن والبن والتبغ للتصدير.

تاريخ الدولة

عاش الناس في ما يعرف الآن بجمهورية إفريقيا الوسطى منذ العصر الحجري. وتعد قبائل جبايا ومانشيا والأقزام من بين أقدم المجموعات العرقية. من القرن السادس عشر، تم اختطاف الكثير من السكان إلى السودان ومن هناك تم نقلهم إلى أوروبا أو سواحل شمال وغرب إفريقيا، حيث تم بيعهم إلى أمريكا.

في أوائل القرن التاسع عشر جاءت قبائل باندا من الشمال الشرقي وأسسوا سلطنة بانج أسو. كما استقرت قبائل أزاندي في الجنوب الشرقي وأسسوا سلطنة تسمى الرافعي في عام 1800. وفي نهاية القرن التاسع عشر، جاء الفرنسيون إلى وسط إفريقيا، وأسسوا مستعمرة أطلقوا عليها اسم النهرين الرئيسيين في منطقة أوبانجي شاري. تأسست بانغي كموقع عسكري في عام 1889، وفي عام 1910 جمعت فرنسا عدة مناطق في مستعمرة واحدة كبيرة اسمها “إفريقيا الاستوائية الفرنسية”.

بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت المستعمرة على المزيد من الحقوق. حيث أصبحت ممثلة في الجمعية الوطنية الفرنسية، وتم تأسيس الأحزاب. في عام 1958 سُمح للبلاد بإدارة نفسها، وحصلت على استقلالها الكامل في 13 أغسطس 1960.

أصبح ديفيد داكو أول رئيس للدولة المستقلة. لكن أُطيح به من قِبل جان بيديل بوكاسا في انقلاب عام 1966. أصبح جان بيديل بوكاسا رئيسا للجمهورية في عام 1976، وقام بتحويل البلاد إلى نظام ملكي حكمه ديكتاتورياً كإمبراطور بوكاسا.

سقطت إمبراطورية إفريقيا الوسطى في عام 1979، من خلال انقلاب قام به أندريه كولينجبا الذي حكم البلاد حتى عام 1993.

السابق
جمهورية الكاميرون
التالي
جزر أجاليغا