دُول وقارات

جمهورية بنغلاديش: الموقع، الاقتصاد والسكان

جمهورية بنغلاديش: الموقع، الاقتصاد والسكان

الموقع الجغرافي

تقع جمهورية بنغلاديش الشعبية وعاصمتها دكا في جنوب آسيا. تحدها الهند من جميع الجهات تقريباً، فقط في أقصى الجنوب الشرقي لها حدود مع ميانمار. تبلغ مساحة بنغلادش 147,570 كيلومتر مربع، وتتدفق ثلاثة أنهار رئيسية فيها وهي: براهمابوترا وميجنا والغانج وتصب جميعها في خليج البنغال في المحيط الهندي على الحدود الجنوبية للبلاد.

معظم مساحة أراضي جمهورية بنغلاديش عبارة عن مدن ومزارع، ولم يتبق سوى عدد قليل من النباتات التي تنمو بشكل طبيعي. فقط في الجزء الشرقي في منطقة شيتاغونغ لا تزال هناك غابات مطيرة استوائية. تعيش معظم الحيوانات في هذه الغابات، مثل الأفيال والقرود والثعابين وأيضاً حيوان بنغلاديش الوطني النمر البنغالي.

إلى جانب ذلك، تقع معظم أراضي بنغلادش على ارتفاع بضعة أمتار فقط عن مستوى سطح البحر. إذا ارتفع مستوى مياه البحر من خمسة إلى عشرة أمتار فقط، سيؤدي ذلك إلى غرق مناطق واسعة تمتد من خليج البنغال إلى وسط البلاد حتى العاصمة دكا.

من ناحية أخرى، يتسبب التغير المناخي في مشاكل كبيرة لبنغلاديش. حيث يسبب الاحتباس الحراري في ارتفاع منسوب مياه البحر عن طريق تساقط كميات كبيرة من الأمطار، التي غالباً ما تؤدي إلى حدوث فياضانات كبيرة في البلاد.

اللغة والسكان

يعيش أكثر من 164.7 مليون شخص (2020) في بنغلاديش، تسعة من كل عشرة أشخاص منهم مسلمون. وهي واحدة من أكثر البلدان كثافة سكانية في العالم. حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 1116 نسمة لكل كيلومتر مربع. إلى جانب ذلك، يوجد في بنغلاديش مجموعات عرقية متنوعة، ويشكل البنغاليون الغالبية العظمى فيها حوالي 98٪ من السكان. فيما يتكون البقية من المهاجرين البيهاريين ومجموعات قبلية أخرى.

اللغة البنغالية هي اللغة الرسمية في بنغلاديش وهي لغة مشتقة من اللغات الهندية الآرية من أصل سانسكريتي بالإضافة إلى حروفها التي تشبه إلي حد ما الحروف الهندية. بالإضافة لذلك، يتم استخدام اللغة الإنجليزية كلغة ثانية وهي لغة إجبارية في جميع المدارس.

من ناحية أخرى، تعتبر الديانة الإسلامية، الديانة الرئيسية في البلاد. حيث تبلغ نسبة المسلمين فيها حوالي 90٪ من إجمالي عدد السكان. فيما ينتمي بقية السكان إلى الديانة الهندوسية، حيث أن حرية الدين مكفولة في القانون البنغالي.

الوضع الاقتصادي

أكثر من نصف سكان جمهورية بنغلاديش هم مزراعون يكسبون قوتهم اليومي من الزراعة. أكثر المحاصيل شيوعاً هي الأرز والجوت الذي تستخدم أليافه في صناعة الأقمشة والورق. كثير من المزارعين في بنغلادش فقراء للغاية ويعيشون فقط مما يمكنهم أن يزرعوه بأنفسهم. لهذا السبب ينتقل عدد كبير من الناس إلى المدن للعثور على عمل في الصناعة وكسب المال.

من ناحية أخرى، يوجد في بنغلادش مناطق غنية جداً وأحياء راقية بها الكثير من المباني الشاهقة والمتاجر والسيارات باهظة الثمن. خاصةً في العاصمة دكا.

إلى جانب ذلك، يوجد العديد من المصانع الكبيرة في البلاد التي تصنع الأقمشة والملابس. حيث يُباع غالبيتها في أوروبا وأمريكا الشمالية. يتعرض العمال في هذه المصانع لمعاملة سيئة جداً، بالإضافة إلى استغلالهم في العمل لساعات طويلة مع فترات استراحة قليلة وأجور زهيدة. كما أن النظافة معدومة في هذه المصانع، وكثيراً ما يمرض العُمال، لذلك يفُضل الكثير من الناس حياة الفقر بالأرياف على العمل في هذه المصانع.

تاريخ الدولة

كانت جمهورية بنغلاديش مستعمرة لبريطانيا العظمى منذ القرن الثامن عشر. في عام 1947 تم تقسيم الهند إلى دولتين: الهند أو الهندوسية وباكستان الإسلامية. ونظراً لأن الجزء الشرقي من منطقة البنغال كان أيضاً ذات أغلبية مسلمة، فقد انفصلت عن الهند وانضمت إلى باكستان باسم شرق باكستان. مع ذلك، سرعان ما تطورت الخلافات بين باكستان وباكستان الشرقية، حيث أنهم لم يتفقوا على أشياء كثيرة. وسرعان ما طالب العديد من الأشخاص المهيمنين في باكستان الشرقية بالاستقلال. مما أدى إلى اندلاع حرب بين المنطقتين انتصر فيها البنغاليون عن طريق دعم الهند لهم.

في عام 1971، نالت ولاية بنغال الشرقية استقلالها وأُعطيت اسماً جديداً: بنغلادش. كانت بنغلادش دولة ديمقراطية حتى عام 1975. حيث أندلعت آنذاك أعمال شغب أدت إلي مقتل رئيس الحكومة. بعد ذلك، سيطر الجيش على البلاد وكانت بنغلادش حتى عام 1990 دكتاتورية عسكرية. أصبحت بنغلادش دولة ديمقراطية مجدداً بعد عام 1990، لكن لا يزال هناك الكثير من الاضطرابات ومستوى عالٍ من الفساد.

السابق
معلومات عن مدينة إسلام آباد عاصمة باكستان
التالي
جمهورية إندونيسيا: الموقع، الاقتصاد والسكان