الموقع الجغرافي
بنين هي دولة تقع في غرب إفريقيا وعاصمتها بورتو نوفو. تبلغ مساحة بنين 114,763 كم²، ويحدها من الجنوب خليج غينيا الواقع في المحيط الأطلسي. كما تحدها غينيا من الغرب ونيجيريا من الشرق، إضافة إلى بوركينا فاسو والنيجر من الشمال.
تبلغ المسافة من أقصى شمال بنين إلى جنوبها حوالي 650 كيلومتر، ومن الغرب إلى الشرق 320 كيلومتر. يوجد على ساحل البلاد العديد من البحيرات الضحلة، كما تجعل وديان الأنهار والمستنقعات والبحيرات المنطقة غنية بالمياه. إلى جانب ذلك، يوجد في شمال بنين سهل تمارس فيه الزراعة، وعدد من الغابات والسافانا التي تمتد عبر نطاق واسع من السينغال إلى نيجيريا. إضافة لذلك، تقع سلسلة جبال أتاكورا التي يبلغ ارتفاعها 600 متر على الحدود مع توغو.
أطول نهر يتدفق من الشمال إلى الجنوب ويسمى Ouémé، وفي الشمال الشرقي، يشكل نهر النيجر الحدود مع النيجر على امتداد مساحة كبيرة.
اللغة والسكان
يعيش حوالي 12.12 مليون شخص (2020) في بنين، ينتمي غالبيتهم إلى شعب الفون (39٪ من السكان)، وهم يعيشون بشكل رئيسي في جنوب البلاد. يشكل الأجا 15,2٪ واليوروبا 12,3٪. يعيش اليوروبا يشكل رئيسي في شرق بنين. كما يشكل الاريبا 9,2٪ والفولبي 7٪ من مجموع السكان. إضافة إلى العديد من الشعوب الأخرى ذات الأقليات الصغيرة.
يبلغ معدل وفيات الرضع 3،1٪، ووفيات الأطفال 6،1٪. هذا يعني أن 3 من كل 100 طفل رضيع، و6 من كل 100 طفل يموتون في بنين.
من ناحية أخرى، تشير التقديرات إلى أن 25 إلى 50 في المائة من سكان بنين يتبعون الديانات الطبيعية القديمة. بينما يشكل المسيحيون حوالي 42٪ والمسلمون 27٪.
اللغة الرسمية في بنين هي الفرنسية. لكن الشعوب لها لغاتها الخاصة أيضاً. في المجموع، يتم التحدث بأكثر من 50 لغة في بنين. حيث يتعلم الأطفال في القرى عادة لغة شعبهم أولاً ثم الفرنسية في المدرسة.
نظرًا لأن شعب الفون هم الأكثر انتشاراً، خاصة في الجنوب، فإن لغتهم هي إحدى اللغات المشتركة واسمها لغة الفون. لذلك يتم سماعها كثيرًا في الحياة اليومية. اللغة الثانية الأكثر شيوعًا هي اليوروبا.
الوضع الاقتصادي
بنين بلد زراعي فقير. حيث يعمل معظم الناس في الزراعة. في المقابل، هناك القليل من الصناعة. تحتل بنين المرتبة 163 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة. ويتوزع دخل الدولة على النحو التالي: الزراعة 26٪، الصناعة 23٪، الخدمات 51٪.
تتم زراعة الذرة والدخن والكسافا والبطاطا بشكل أساسي للاستهلاك المحلي. إضافة لذلك تُزرع العديد من الفواكه أهمها: الأناناس والموز والمانجو والبابايا والبطيخ والجوافة. كما يعتبر القطن أهم سلعة يتم تصديرها. إضافة إلى المكسرات مثل جوز الهند والفول السوداني والكاجو.
23 في المائة من دخل بنين يأتي من الصناعة. توجد مصانع للمنسوجات والمواد الغذائية ومواد البناء والاسمنت بشكل رئيسي. أهم مركز تجاري هو كوتونو، حيث يوجد الميناء البحري الوحيد في البلاد.
تاريخ الدولة
تشير الاكتشافات إلى وجود حياة بشرية في بنين منذ العصري الحجري، حيث عمل الناس هناك كصيادين وجامعي ثمار، ولاحقاً كمزارعين مستقرين. وفي حوالي 1000 قبل الميلاد كان هناك تجارة مزدهرة في غرب إفريقيا، حيث تم بيع الذهب والجلود والأقمشة.
كانت مملكة داهومي إحدى الإمبراطوريات المهمة في غرب إفريقيا. تم تأسيسها حوالي عام 1600، وتطورت من مدينة أبومي الواقعة الآن في جنوب بنين. كان حكام مملكة داهومي هم شعب الفون. وكان يطلق على الملوك الأوائل اسم جانجنيهيسو وداكودونو وهويجبادجا. كانت ثروة داهومي قائمة على تجارة الرقيق على الساحل. حيث تعرض الناس للسرقة والبيع في المناطق النائية.
مع حظر العبودية تدريجياً في المزيد من البلدان، استمرت تجارة زيت النخيل في الزيادة من عام 1840 واستبدلت تجارة الرقيق كمصدر رئيسي للدخل. مع ذلك، كان لا يزال هناك عبيد في البلاد، لم يتم بيعهم في الخارج، لكنهم أُجبروا على العمل في المزارع.
وكما هو الحال في ساحل غرب إفريقيا، شرع الأوروبيون في إنشاء مستعمرات في ما يعرف الآن بنين. جاء الفرنسيون والبريطانيون والبرتغاليون في المرتبة الأولى كتجار. إضافة لذلك، وقع الملك جليلي أثناء فترة حكمه من 1856 إلى 1889 معاهدة مع الفرنسيين لإبعاد البريطانيين، وتنازل عن منطقة صغيرة على الساحل بالقرب من كوتونو إلى فرنسا. في عام 1892، احتل الفرنسيون المنطقة بأكملها، وفي عام 1900 أصبحت داهومي جزءاً من مستعمرة غرب إفريقيا الفرنسية.
في عام 1958 أصبحت داهومي جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي. وفي 1 أغسطس 1960، نالت استقلالها الكامل عن فرنسا. في تلك الفترة عانت البلاد من صراعات مختلفة بين الشعوب، وأوضاع اقتصادية صعبة. تبع ذلك انقلابات عسكرية كان آخرها في عام 1972. بعد ذلك بثلاث سنوات أصبح كيريكو الحاكم الجديد للبلاد وحول داهومي إلى دولة اشتراكية. كما غير اسمها إلى بنين.
في عام 1989 انتهى المسار الاشتراكي، وأصبحت بنين دولة ديمقراطية.
