جمهورية بيرو

الموقع الجغرافي

تعد دولة بيرو الواقعة في جبال الأنديز واحدة من أكبر دول أمريكا الجنوبية. تحدها الإكوادور وكولومبيا من الشمال، وبوليفيا من الجنوب الشرقي وتشيلي من الجنوب. إلى الغرب يقع المحيط الهادئ.

تعد بيرو ثالث أكبر دولة في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل والأرجنتين، وتبلغ مساحتها حوالي 1.3 مليون كيلومتر مربع.

على الرغم من ثروتها الطبيعية، فإن بيرو بلد نام فقير مع اختلافات شديدة بين الفقر والثروة

معلومات عامة

شكل السطح

تتكون بيرو من ثلاث مناطق طبيعية رئيسية:

1. الشريط الساحلي الضيق على المحيط الهادئ، كوستا
2. المنطقة الجبلية العالية المركزية في جبال الأنديز، سييرا
3. الأراضي المنخفضة الأمازونية الواسعة في الشرق، سيلفا، مع المنحدرات الشرقية لجبال الأنديز، ومونتانا.

تمتد كوستا بطول 2300 كم على طول المحيط الهادئ. وهي تشمل الحافة الساحلية الضيقة في الغالب وسفوح جبال الأنديز التي ترتفع إلى حوالي 500 متر. يحتل كوستا حوالي عُشر مساحة البلاد ويضيق من الشمال إلى الجنوب.

إضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 50 نهراً، منبعها في جبال الأنديز، تعبر المناظر الطبيعية الشبيهة بالصحراء، على ضفاف نشأت واحات الأنهار.

تتكون سلسلة جبال سييرا من ثلاث سلاسل جبلية متوازية من جبال الأنديز، وهي الكورديليرا الغربية والوسطى والشرقية. إلى الشمال، يتم فصلهم عن طريق المنخفضات العميقة، التي يجتازها مارانون وريو هوالاغا، وإحاطة مرتفعات. وفي الجنوب تتباعد على نطاق واسع وتؤطر المرتفعات الوسطى في بيرو التي يبلغ ارتفاعها 4000 متر، ألتيبلانو. أما في كورديليرا الغربية فيوجد نيفادو هواسكاران (6768 م)، أعلى جبل في بيرو، والذي مثل العديد من القمم الأخرى في هذه المنطقة، من أصل بركاني.

المسطحات المائية

العديد من الأنهار الغنية بالمياه لها مصادرها في جبال الأنديز. من بينها أهم نهرين منبع الأمازون، مارانون وأوكايالي. تشكل كورديليرا الغربية الفجوة القارية التي تشق منها العديد من الأنهار القوية والقصيرة نسبياً طريقها غرباً إلى المحيط الهادئ. في ألتيبلانو، تمتلك البلاد نصيباً في بحيرة تيتيكاكا، التي لا يوجد بها تدفق خارجي.

إضافة إلى ذلك، فإ٫ المسطح المائي، الذي يزيد ارتفاعه عن 3000 متر وينتمي جزئياً إلى بوليفيا، هو أعلى بحيرة داخلية صالحة للملاحة على وجه الأرض. تبلغ مساحتها 8300 كيلومتر مربع بطول 190 كيلومتر، ومتوسط ​​عرضها 50 كيلومتر، وهي أيضًا أكبر بحيرة في أمريكا الجنوبية.

المناخ

وفقًا لموقعها الجغرافي، تتمتع بيرو بمناخ استوائي في الغالب. تسود في المناطق المدارية الرطبة دائماً في منطقة الأمازون درجات حرارة عالية تتراوح من 25 إلى 30 درجة مئوية على مدار السنة. كما تسقط أكبر كميات من الأمطار في موسم الأمطار من نوفمبر إلى أبريل. في مونتانا، يسقط ما يصل إلى 3800 ملم من الأمطار سنوياً.

في منطقة الأنديز، يوجد هطول أقل للأمطار بشكل ملحوظ بمتوسط ​​كمية سنوية تبلغ 800 ملم. كما تختلف درجة الحرارة في جبال الأنديز بشكل طبيعي باختلاف الارتفاع.
كما هو الحال في بلدان الأنديز الأخرى ، هناك ارتفاعات مميزة في درجات الحرارة والغطاء النباتي. تسود الظروف المناخية المثيرة للاهتمام في المنطقة الساحلية.

مع هطول الأمطار السنوي أقل من 50 مم، يعتبر الساحل والمنحدرات الغربية لجبال الأنديز من بين المناطق الصحراوية الأكثر جفافاً على وجه الأرض.

الغطاء النباتي

اعتماداً على هطول الأمطار والارتفاع ، فإن النباتات متنوعة للغاية في بيرو. حيث توجد في مونتانا غابات جبلية يصل ارتفاعها إلى 2000 متر وغابات سحابية دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 3500 متر، وهي نموذجية للنباتات الجبلية الاستوائية.

في السيلفا الحارة الرطبة التي تقل عن 1000 متر، تندمج في غابة استوائية مطيرة غنية بالأنواع تغطي منطقة الأمازون بأكملها. كما تسود في جبال الأنديز التي يزيد ارتفاعها عن 3500 متر الغطاء النباتي الجبلي، مع الشجيرات القزمة والأعشاب المعنقة والنباتات المعمرة ونباتات الوسائد. من ناحية أخرى، لا تزال العصارة والشجيرات الشائكة تزدهر في المناطق الجافة على المنحدر الغربي لجبال الأنديز، بينما لا يمكن العثور إلا على النباتات الصحراوية المتناثرة في المنطقة الساحلية.

السكان

من حيث التركيبة السكانية، يبلغ عدد سكان بيرو، مثل بوليفيا، ما يقرب من 50 ٪ من السكان الأصليين. تنتمي غالبية الشعوب الأصلية إلى الكيتشوا، الذين شكلوا الطبقة الداعمة للدولة في إمبراطورية الإنكا، وإلى الأيمارا. يعيش حوالي ربع مليون من السكان الأصليين الذين ينتمون إلى حوالي 50 مجموعة عرقية في سيلفا. أما الثلث الآخر من سكان بيرو هم من المولدين، و 12٪ من البيض.

إضافة إلى ذلك، فإن توزيع السكان متفاوت للغاية. حيث يعيش نصف سكان بيرو في كوستا على 10٪ من مساحة البلاد. يعيش 40٪ آخرون في سييرا، ويعيش واحد فقط من بين كل عشرة من البيروفيين في سيلفا. كما يعيش غالبية سكان بيرو في المدن، ما يقرب من ثلثهم في منطقة العاصمة ليما وحدها.

على الرغم من ارتفاع معدل وفيات الرضع والأطفال، يزداد عدد السكان بنسبة 2٪ سنويًا. لذلك فإن سكان بيرو هم من الشباب.

الاقتصاد

منذ منتصف التسعينيات، ظهرت علامات متزايدة على الانتعاش الاقتصادي في بيرو، ومع ذلك لم تستفد نتائجه إلا نخبة صغيرة فقط. نتيجة لذلك، لا يزال البلد النامي يعاني من مشاكل خطيرة. الفقر المرير والعنف نتيجة التوزيع غير العادل للغاية للممتلكات يحددان الحياة اليومية. كما تنتشر العشوائيات حول المدن وتتعرض أجزاء كبيرة من البلاد للإرهاب من قبل مجموعات حرب العصابات.

الزراعة

ثلث القوى العاملة تعمل في الزراعة. حيث يزرع القطن وقصب السكر والأرز والذرة والخضروات والتبغ والنبيذ في واحات نهر كوستا. أما المنطقة المتنامية الثانية المهمة فهي مرتفعات ووديان الأنديز. اليوم، كما في زمن الإنكا، تحدد تراسات التلال الصغيرة صورة مناطق الاستيطان. قبل كل شيء، هم يضمنون الاكتفاء الذاتي للهنود الذين يعيشون في ظروف سيئة مع البطاطس والحبوب (زراعة الكفاف). إضافة لذلك، تم تربية اللاما والألبكة والأغنام والماعز في المراعي الجبلية العالية.

مونتانا هي أيضاً المكان الذي توجد فيه حقول الكوكا غير القانونية. إذ تعد بيرو أحد منتجي ومصدري الكوكايين الرئيسيين إلى جانب بوليفيا وكولومبيا. يقدر حجم تجارة الكوكايين، التي تسيطر عليها المنظمات الإجرامية، بأكثر من ملياري دولار أمريكي.

إضافة لذلك، يعتبر صيد الأسماك والتجهيز من بين الصناعات الرئيسية في البلاد. كان تيار هومبولت الغني بالمغذيات قبالة سواحل بيرو أحد أكثر المياه الغنية بالأسماك على وجه الأرض. ومع ذلك، فإن مناطق الصيد حساسة للغاية. بسبب الصيد الجائر وفي السنوات التي حدثت فيها ظاهرة El Ninho، فقد المصيد الجيد بشكل متزايد.

الصناعة

بيرو غنية بشكل غير عادي بالموارد المعدنية. فـ بالإضافة إلى النفط الخام، يتم استخراج النحاس والرصاص والفضة وخام الحديد والزنك والذهب والبزموت والموليبدينوم والتنغستن والقصدير والزئبق كأهم سلع التصدير والعملات الأجنبية.

وتشمل أهم فروع الصناعة، التي تعالج المواد الخام المحلية بشكل أساسي، صناعات النسيج والأغذية ، تليها الصناعات الكيماوية والصلب.

أما من حيث النقل، فقد تم تطوير البلاد بشكل طفيف فقط. أهم وصلات الطرق هي Carretera Panamericana، حيث يمتد مقطع طويل بطول 3400 كم على طول الساحل وطريق Transandes بطول 800 كم.

من التاريخ

منذ أقل من 500 عام، ازدهرت أعظم حضارة أصلية في إمبراطورية الإنكا. كانت بيرو هي قلب إمبراطورية الإنكا، والتي امتدت مما يُعرف الآن بالإكوادور في الشمال حتى جبال الأنديز الجنوبية التشيلية.

كانت عاصمته كوزكو في المرتفعات البيروفية. هذا الاسم يعني “السرة” في لغة الكويتشوا. وهذا يؤكد الأهمية البارزة لأوائل القرن السادس عشر، وهي أكبر مدينة في أمريكا الجنوبية. كانت إمبراطورية الإنكا دولة مركزية منظمة تماماً يصل عدد سكانها إلى 12 مليون نسمة. على رأسها كان الإنكا، الذي كان يعتبر ابن إله الشمس.

لا تزال المعالم الثقافية المثيرة للإعجاب تذكرنا بإمبراطورية الإنكا، التي تم سحقها عام 1533 بغزو كوزكو من قبل الإسبان المتعطشين للذهب تحت بيزارو.

كانت بيرو آنذاك مستعمرة إسبانية لما يقرب من 300 عام. لم يكن حتى عام 1821 عندما أعلن الجنرال الأرجنتيني خوسيه دي سان مارتن الاستقلال بعد هزيمة جيش نائب الملك الإسباني في ليما. منذ ذلك الحين، شهدت بيرو تاريخًا متقلباً للغاية حتى اليوم.