الموقع الجغرافي
غانا هي دولة تقع في غرب إفريقيا. تبلغ مساحتها 238,535 كم² ولها حدود برية مع ثلاث دول: بوركينا فاسو من الشمال، توغو من الشرق وساحل العاج من الغرب. كما يحد غانا المحيط الأطلسي في الجنوب، يسمى هذا الجزء من المحيط الأطلسي بخليج غينيا.
حصلت جمهورية غانا على اسمها عندما نالت استقلالها عام 1957. في السابق كانت غانا تسمى جولد كوست لأنه تم العثور على الكثير من الذهب في تربتها.
شكل البلد مستطيل تقريباً. وتمتد لمسافة 700 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب وحوالي 450 كيلومتر من الغرب إلى الشرق. يوجد في غانا ثلاثة مناظر طبيعية: الساحل في الجنوب، والغابات المطيرة في الوسط والسافانا في الشمال. كما يتدفق نهر فولتا عبر البلاد، وهو يتغذى من ثلاثة منابع تسمى فولتا الأسود والأحمر والأبيض. تتدفق جميع هذه المنابع عبر شمال غانا ثم تتحد لتشكل فولتا. تم سد نهر فولتا عام 1961، حيث تم بناء سد لهذا الغرض. يقع السد بالقرب من مدينة أكوسومبو ولذلك يسمى سد أكوسومبو. منذ ذلك الحين، تم استخدام الطاقة الكهرومائية لتوليد الكهرباء فيه. كما أنه يحمي من الفيضانات.
عاصمة غانا هي أكرا، وهي تقع على الساحل في أقصى جنوب البلاد. تعد أكرا أكبر مدينة في غانا، حيث يسكنها حوالي 2,3 مليون شخص.
تقع غانا في المناطق الاستوائية، لذلك لا توجد مواسم، فقط مواسم جافة وممطرة. من الساحل إلى وسط البلاد يكون الجو استوائياً ورطباً. ويوجد في الجنوب الغربي غابات مطيرة دائمة الخضرة في الغالب. تنمو الأشجار حتى ارتفاع 60 متر. كما تتراوح درجة الحرارة في معظم الأحيان حوالي 30 درجة.
اللغة والسكان
يعيش في غانا أكثر من 31.07 مليون شخص (2020)، ينتمون إلى قبائل مختلفة لكل منها ثقافتها ولغتها الخاصة. تمتلك مجموعة أكان العرقية أكبر نسبة من السكان (47.5 في المائة)، وهي تضم عدة مجموعات فرعية. أشهرها وأكبرها هي مجموعة أشانتي، وأخرى فانتي. المجموعات العرقية الأخرى في غانا هي إيفي (٪13,9)، داغومبا (٪16,6) وغا أدانغمي (7,4٪).
القبائل لا تزال لديها رؤسائها، حتى أن كل عشيرة لديها نانا، رئيس العشيرة. الأشانتي ملك أشانتي، يعيش في قصر في كوماسي. ليس لديه سلطة سياسية، لكنه لا يزال يلعب دوراً مهمًا لأشانتي.
إلى جانب ذلك، فإن حوالي 71 ٪ من السكان ينتمون إلى المسيحية. يعيش المسيحيون بشكل رئيسي في جنوب البلاد. 18 في المائة أخرى ينتمون إلى الإسلام. خمسة في المئة من أتباع الديانات الطبيعية الإفريقية، وتشمل هذه ديانة “أكان” و”غا”. أما الباقي فينتمون إلى ديانات أخرى أو لا ينتمون إلى أي كنيسة.
من ناحية أخرى، يحب الناس في غانا الرقص والموسيقى، وتشمل الموسيقى التقليدية بشكل أساسي استخدام الطبول. التي كانت في الماضي تستخدم أيضاً لنقل الرسائل. إضافة لذلك، فإن الأعياد مهمة جداً بالنسبة للغانيين. من ناحية أخرى، هناك أعياد دينية مثل عيد الفصح وعيد الميلاد للمسيحيين أو الأعياد الإسلامية.
حتى عام 1957 كانت غانا تحت الحكم الاستعماري البريطاني. لذلك فإن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في البلاد. هذه هي اللغة التي يتم التحدث بها رسمياً واستخدامها، على سبيل المثال في المكاتب الحكومية أو في الصحف. ولكن هناك أيضاً لغات الشعوب التي تعيش في غانا، والتي يقال أنها تزيد عن 70 لغة. لهذا فأن كثير من الغانيين يجيدون عدة لغات. عادة ما يكون للغات الشعوب نفس اسم الأشخاص الذين يتحدثونها.
الوضع الاقتصادي
لا تزال غانا دولة زراعية، حيث يعمل حوالي 45٪ من السكان في الزراعة، وفقط 14٪ في الصناعة. لكن الشمال الجاف مستبعد إلى حد كبير من ذلك، حيث لا يمكن ممارسة الزراعة إلا في الجنوب وهو المكان الذي يتم فيه تخزين الموارد المعدنية.
أهم مورد طبيعي في غانا هو الذهب. بسبب رواسب الذهب، تم تعميد الدولة جولد كوست من قبل الأوروبيين في القرن السادس عشر. يتواجد الذهب بشكل خاص في جنوب ووسط البلاد. هناك يتم تعدينه أيضاً في المناجم. حصة غانا من إنتاج الذهب في العالم كله ليست عالية. بالقياس إلى كل شيء تصدره غانا تبلغ نسبة الذهب 32 في المائة. لذلك تعتبر غانا ثاني أكبر منتج للذهب في إفريقيا بعد دولة جنوب إفريقيا.
يُزرع الكاكاو وقصب السكر والبن والشاي والمطاط في مزاره كبيرة للتصدير. حيث تعد غانا واحدة من أكبر مصدري الكاكاو في العالم بعد ساحل العاج. إضافة لذلك، يتم زراعة وإنتاج الأناناس والتبغ والموز وزيت نواة النخيل وألياف جوز الهند المجففة وجوز الكولا وزبدة الشيا والقطن. كما تعتبر غانا أيضاً الموطن الرئيسي لزيت النخيل، وثاني أكبر مُنتج للموز في العالم بعد الكاميرون.
إضافة لذلك، تعتبر صناعة الخشب مهمة أيضاً لاقتصاد غانا وهي تُشكل حوالي 10 ٪ من الصادرات. لهذا الغرض يتم قطع الأشجار في الغابات المطيرة، التي أصبحت في تناقص مستمر نتيجة لذلك.
تاريخ الدولة
الفترة الاستعمارية
جاء الأوروبيونن إلى الساحل الغربي لإفريقيا منذ القرن السادس عشر. هبط عدد كبير من المغامرين الأوروبيين على جولد كوست (غانا اليوم). على أمل الحصول على ثروة من الذهب الموجود في تربة وأنهار غانا. كما قام البرتغاليون والإنجليز والهولنديون والبراندنبرج والسويديون والدنماركيون ببناء مستوطنات ساحلية (حصون).
في نهاية القرن السابع عشر، ظهرت إمبراطورية أشانتي. نما حجمها بغزو ممالك الشعوب الأخرى. فقط في جنوب غانا نجا الفانتي مع جمعيتهم الخاصة من الأثرياء. تاجر أشانتي مع الأوروبيين، في البداية تم بيع الذهب بشكل أساسي إلى البرتغاليين، ثم حل الهولنديون مكانهم في وقت لاحق. كما كان الأشانتي يتاجرون في العبيد ويبيعونهم للأوروبيين.
فيما بعد جاء المزيد من البريطانيين إلى غانا. كانوا يتاجرون بشكل أساسي مع شعوب فانتي وتحالفوا معهم ضد أشانتي. في بداية القرن التاسع عشر، تغيرت العلاقة بين الأفارقة والأوروبيين بشكل عام. حتى ذلك الحين، كانت التجارة متساوية في الغالب. الآن أصبح يتعاملون أكثر فأكثر بصفتهم سادة استعماريين. منذ عام 1824، كانت هناك أربع حروب أشانتي ضد البريطانيين وحلفائهم من قبيلة فانتي والقبائل الأخرى. انسحب الدنماركيون والهولنديون، آخر الأوروبيين المتبقين في غانا في القرن التاسع عشر وباعوا حصونهم للبريطانيين.
في عام 1874، جعل البريطانيون ساحل غانا مستعمرة لهم. في عام 1896 هزم البريطانيون أخيراً أشانتي واستولوا على عاصمة أشانتي كوماسي. وفي عام 1900 تمرد الأشانتي مرة أخرى. لكن البريطانيون ربحوا وأعلنوا البلد بأكمله مستعمرة لهم. في عام 1925 تم تعديل الدستور، كما تم منح الرؤساء التقليديين للقبائل الإفريقية مناصب في الإدارة. خلال الحرب العالمية الثانية، قاتل حوالي 65,000 غاني إلى جانب البريطانيين.
الاستقلال
في عام 1946، حصل سكان الأجزاء الوسطى والشمالية من البلاد على مقاعد في المجلس التشريعي، عزز ذلك الزعماء التقليديين للقبائل. في عام 1947، تم تأسيس حزب برئاسة كوامي نكروما قام بحملة من أجل الاستقلال عن بريطانيا العظمى.
في عام 1948، اندلعت أعمال شغب انتشرت من أكرا إلى جميع أنحاء البلاد. سحق البريطانيون الانتفاضة بالقوة، لكنها أصبحت نقطة تحول في تاريخ غانا. تم تنظيم المقاطعات والإضرابات في السنوات التالية. وتم القبض على كوامي نكروما مع خمسة قادة آخرين. في الانتخابات البرلمانية لعام 1950، حصل حزب نكروما على 98.5 في المائة من الأصوات، ثم أطلق البريطانيون سراحه. في عام 1952 اُنتخب رئيسا لوزراء مستعمرة التاج.
في 6 مارس 1957، أصبحت مستعمرة جولد كوست البريطانية مستقلة. منذ ذلك الوقت أصبحت تُسمى تسمى غانا. ظل نكروما رئيس للوزراء. وفي عام 1960، بعد استفتاء أصبحت غانا جمهورية وأصبح نكروما أول رئيس لها.
في السنوات التالية كانت هناك مشاكل اقتصادية كبيرة في البلاد. وكانت غانا دولة زراعية بلا أي صناعة. لذلك، عملت حكومة نكروما على تحديث البلاد وتعزيز التصنيع. حيث تمت معالجة بناء خزان فولتا، من أجل الحصول على مصدر للطاقة. كما كانت هناك تحسينات في التعليم والرعاية الصحية.
قام نكروما بحملة من أجل الوحدة الأفريقية. وانتقد بشدة القوى الاستعمارية، التي ما زالت تمارس سلطتها الاقتصادية حتى في البلدان التي كانت مستقلة بالفعل. كان مسار نك روما الاشتراكي شوكة في خاصرة القوى الغربية. لكن عندما كان نكروما في خارج البلاد عام 1966، أُطيح به في انقلاب عسكري. ووقعت ثلاثة انقلابات عسكرية أخرى في أعوام 1972 و 1978 و 1979.
نهاية الديكتاتورية وبداية الديمقراطية
حدث انقلاب آخر في عام 1981، وتولى جيري رولينغز، كابتن في القوات الجوية رئاسة الحكومة. ظل رئيساً حتى عام 2001. في البداية كان رولينغز ديكتاتورياً، وكانت هناك انتقادات لانتهاكات حقوق الإنسان.
لكن في عام 1992 تم وضع دستور جديد يكفل الانتخابات الحرة وحرية الصحافة، كما سُمح بتعدد أحزاب. في عامي 1993 و1996، تم انتخاب رولينغز مرة أخرى رئيساً في الانتخابات الشعبية. لكن لم يُسمح له بالترشح للمرة الثالثة في انتخابات عام 2000.
أصبح جون أجيكوم كوفور الرئيس الجديد في عام 2000. كان هذا الانتقال يعتبر علامة بارزة في الديمقراطية في غانا. حيث استقر الوضع السياسي منذ ذلك الحين. تم انتخاب كوفورمرة أخرى عام 2004، وفي عام 2008، أصبح جون أتا ميلز الرئيس الجديد. بعد وفاته في عام 2012، أصبح نائبه جون دراماني ماهاما رئيس غانا الجديد. هذه الانتخابات أيضا عززت الديمقراطية. وفي انتخابات عام 2016 فازت نانا أكوفو-أدو.