الموقع الجغرافي
غينيا بيساو هي دولة تقع في غرب إفريقيا. تلغ مساحتها 36,125 كم² وتحدها السنغال من الشمال وغينيا من الجنوب والشرق والمحيط الأطلسي من الغرب. يقع أرخبيل بيجاغوس الذي يتكون من 88 جزيرة قبالة سواحل غينيا بيساو، وتنتمي إليها. بعض هذه الجزر غير مأهول بالسكان. يعيش معظم الناس في جزر بوباك وبولاما وكارافيلا.
بيساو هي عاصمة البلاد وتعمل أيضاً على تمييزها عن غينيا المجاورة. تقع بيساو على الضفة الشمالية لمصب نهر جيبا الواسع. يعيش حوالي 410.000 شخص في بيساو، أي ربع سكان البلاد بالكامل.
مناخ غينيا بيساو استوائي. حيث يكون الجو حار مع نسبة رطوبة عالية. يبلغ متوسط درجة الحرارة 26 درجة. يكون الجو دافئاً دائمًا على مدار العام تقريباً.
اللغة والسكان
يبلغ عدد سكان غينيا بيساو حوالي 1.968 مليون نسمة (2020). ينتمي هؤلاء إلى حوالي 25 قبيلة. أكبر القبائل هي بالانتا (30٪)، وهم يعيشون بشكل ش≤به حصري في غينيا بيساو، ولا يعيش سوى عدد قليل منهم في السنغال وغامبيا. يشكل الفولاني 20٪ من سكان غينيا بيساو، وهم يعيشون أيضاً في العديد من دول غرب إفريقيا الأخرى. إضافة لذلك، ينتمي 14٪ من السكان إلى مانجاكو و 13٪ إلى ماندينكا. كما تشكل قبيلة بيبل التي تعيش في منطقة بيومبو في غرب البلاد حوالي 7 ٪.
إلى جانب ذلك، حوالي نصف سكان غينيا بيساو مسلمون (50٪). و 40٪ يمارسون ديانات الطبيعة القديمة، وعشرة في المئة من المسيحيين، ومعظمهم من الكاثوليك.
تعتبر اللغة البرتغالية هي اللغة الرسمية في البلاد. حيث كانت غينيا بيساو مستعمرة برتغالية لعدة سنوات. إلى جانب الرتغالية، يتحدث السكان لغات شعوبهم الخاصة.
الوضع الاقتصادي
غينيا بيساو هي واحدة من أفقر دول العالم. 67 من كل 100 شخص يعيشون فيها تحت خط الفقر. حيث أن الفساد والبيروقراطية يمثلان مشكلة بالنسبة لتنمية الاقتصاد مثلها مثل الوضع السياسي غير المستقر أو الاتجار بالمخدرات أو الطرق غير المعبدة وانقطاع التيار الكهربائي.
يعتمد اقتصاد غينيا بيساو إلى حد كبير على الزراعة. 82٪ من السكان يعملون في الزراعة. ومع ذلك، فهم يولدون 50٪ فقط من الناتج الاقتصادي للدولة. 13.1٪ من الدخل يأتي من الصناعة، و 36.9٪ تأتي من الخدمات.
ومع ذلك، فإن العديد من المزارعين ينتجون فقط الضروريات لأنفسهم وفوائض صغيرة لبيعها في السوق. ويعد الأرز والذرة والدخن والكسافا هي المحاصيل الرئيسية المزروعة فيها.
يعد الكاجو من أهم سلع التصدير في غينيا بيساو. حيث يأتي حوالي 85٪ من عائدات التصدير من الكاجو. تُزرع أشجار الكاجو في مزارع كبيرة. كما أهملت زراعة الأرز أو الدخن. إلى جانبه، يتم تصدير الأسماك والروبيان والفول السوداني وزيت لب النخيل والأخشاب بكميات أقل بكثير من الكاجو.
لا يكاد يوجد أي صناعة في البلاد. تنشط معظم المؤسسات القائمة في تجهيز الأغذية والمشروبات (المشروبات الغازية والبيرة). كما يوجد في غينيا بيساو على وجه الخصوص رواسب من الفوسفات والبوكسيت التي يمكن استخراجها، إضافة إلى النفط والذهب.
تاريخ الدولة
في عام 1446 وصل البحارة البرتغاليين إلى ساحل إفريقيا. وسرعان ما تبعهم التجار الذين أقاموا قواعد، وقبل كل شيء أخذوا العبيد معهم إلى أوروبا. وفي عام 1614، أنشأت البرتغال مستعمرة يديرها الرأس الأخضر (مجموعة جزر في المحيط الأطلسي). في عام 1765، تم إنشاء مستعمرة أخرى في بيساو على الساحل والتي أصبحت مركزاً لتجارة الرقيق. فيما بعد في عام 1836، حظرت البرتغال تجارة الرقيق.
في القرن التاسع عشر حارب أتباع الفولاني للإسلام ضد إمبراطوريات غرب إفريقيا التي التزمت بعبادة الأسلاف والدين الروحاني. هُزمت قوات كابو أخيراً في عام 1868 وسقطت الإمبراطورية. في عام 1879 تأسست مستعمرة غينيا البرتغالية، وتم فصلها عن الرأس الأخضر. في عام 1886، حددت البرتغال وفرنسا حدود مستعمراتهما، السنغال وغينيا كانتا مستعمرات فرنسية.
في عام 1951، أعلنت البرتغال جميع مستعمراتها السابقة “مقاطعات ما وراء البحار”. وقد منح هذا أيضاً غينيا البرتغالية درجة معينة من الحكم الذاتي. يمكن أن يصبح السكان مواطنين برتغاليين متساوين إذا تخلوا عن ثقافتهم وتحدثوا البرتغالية وتحولوا إلى العقيدة الكاثوليكية. لكن تم إلغاء هذا النظام مرة أخرى في عام 1961.
رفضت البرتغال التي كان يحكمها الدكتاتور التنازل عن “مقاطعاتها الخارجية” للاستقلال، مثلما تخلت فرنسا وبريطانيا العظمى عن مستعمراتهما منذ الخمسينيات. تأسس حزب PAIGC في عام 1956 وقام بحملة من أجل الاستقلال مع الرأس الأخضر. وفي عام 1963 بدأت حرب عصابات ضد القوة الاستعمارية البرتغالية. وأصبح معظم البلاد في عام 1972 تحت سيطرة الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر وأجروا انتخابات.
أعلنت غينيا بيساو استقلالها في 24 سبتمبر 1973. بعد الإطاحة بحكومة البرتغال في ثورة القرنفل، اعترفت البرتغال باستقلالها في 10 سبتمبر 1974. كان أول رئيس للبلاد لويس كابرال، الذي أُطيح به في انقلاب عسكري بعد حوالي ست سنوات من تنصيبه.
