الرضاعة الطبيعية

حليب الأم: الأفضل لطفلك

حليب الأم: الأفضل لطفلك

توصي منظمة الصحة العالمية الأمهات بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية خلال الأشهر الستة الأولى على الأقل. حليب الثدي هو معجزة وعلاج حقيقي. فهو لا يوفر للأطفال جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو الصحي فحسب، بل يقوي جهاز المناعة ويقي من الحساسية.

تكوين حليب الأم

يتكون حليب الثدي من 90٪ من الماء. إضافة إلى اللاكتوز والبروتينات والدهون والكربوهيدرات الأخرى غير القابلة للهضم والمعادن والفيتامينات والعناصر النزرة والإنزيمات والهرمونات. يمكن أن يحتوي أيضاً على الأحماض الدهنية طويلة السلسلة غير المشبعة بين الدهون، والتي تعتبر مهمة بشكل خاص لتطوير الجهاز العصبي والرؤية.

حجر الزاوية لبناء نظام مناعي صحي هو نمو البكتيريا المعوية الإيجابية، والتي في نفس الوقت تزيح الجراثيم المعوية غير المرغوب فيها. هذا هو المكان الذي تساعد فيه السكريات القليلة الحيوية الموجودة في حليب الثدي.

لم يتم بعد إجراء بحث كامل عن تركيبة حليب الأم. حيث يتم اكتشاف مواد جديدة باستمرار. شيء واحد مؤكد حتى يومنا هذا، أنه لا يمكن إنتاج الحليب الثمين صناعياً في المختبر بسبب مكونات مثل الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء وبالتالي فهو فريد.

يتغير تكوين الحليب في الأسبوعين الأولين: يتكون الحليب الأول، ما يسمى اللبأ، حتى اليوم الثالث بعد ولادة الطفل. هذا السائل لونه مصفر كريمي وله القليل من التشابه مع الحليب في المظهر. بالإضافة إلى الكثير من البروتينات والفيتامينات، يحتوي الحليب الأول على أجسام مضادة تقوي جهاز المناعة عند الوليد وتحميه من العدوى. يتم تناول الحليب الفعلي اعتباراً من اليوم الرابع بعد الولادة. مقارنة بالحليب الأول، يحتوي الحليب الانتقالي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات والدهون. في نهاية الأسبوع الثاني، يتم أخيراً تكوين ما يسمى بحليب الثدي الناضج. هذا هو الغذاء الوحيد الذي يحتاجه الرضع في الأشهر الستة الأولى من حياتهم.

حليب الأم كعلاج

حليب الأم ليس فقط تركيبة الرضع المثالية لطفلك، بل يمكن استخدامه كدواء للأمراض البسيطة. غالباً ما يوصي أطباء الأطفال الأمهات الجدد بوضع بعض الحليب على المنطقة المصابة إذا كانت حلماتهن ملتهبة أو متشققة. لكن يوصى أيضاً بحليب الثدي في حالة انسداد أنوف الأطفال أو العيون اللزجة بسبب تأثيره المضاد للالتهابات.

يعتبر حليب الأم مفيداً أيضاً لبشرة الطفل الحساسة ويجعلها لطيفة وناعمة. يقال أيضاً أن حليب الثدي يوفر الراحة للبشرة الجافة.

التخزين المناسب لحليب الأم

إذا كنت تقومين بشفط الحليب لطفلك، فعليك التأكد من تخزينه بشكل صحيح حتى لا تتكاثر الجراثيم. يمكن تخزين حليب الثدي في الثلاجة عند درجة حرارة +4 إلى +6 درجة مئوية لمدة 48 ساعة. إذا كنت تستخدم الحليب المسحوب خلال الثماني ساعات القادمة، فيمكن أيضاً تخزينه في درجة حرارة الغرفة. يمكنك أيضًا تجميد الحليب في الفريزر عند -18 درجة مئوية لمدة تصل إلى 6 أشهر.

نصيحة: توجد الآن أكياس خاصة بحليب الأم من مختلف الشركات المصنعة لتجميد الحليب بطريقة صحية. يُذوّب الحليب المجمّد برفق في درجة حرارة الغرفة أو في الثلاجة. من أجل الحفاظ على المكونات القيمة، من الأفضل تسخين الحليب في ماء على درجة حرارة 37 درجة كحد أقصى.

السابق
الرضاعة الطبيعية طويلة الأمد: أهميتها، فوائدها، وأضرارها
التالي
السالمونيلا خلال الحمل: مخاطرها وطرق الوقاية منها