أمراض الجهاز الهضمي

داء الجيارديات: أسبابه مخاطره وطرق علاجه

داء الجيارديات: أسبابه مخاطره وطرق علاجه

ما هو داء الجيارديات؟

داء الجيارديات (مرض اللمبلية) هو مرض إسهالي تسببه طفيليات معوية وحيدة الخلية. يُمكن أن يتسبب هذا الطفيل في حركات الأمعاء غير المنتظمة أو الإسهال لفترات طويلة. كما أنه يمكن أن يكون خطيرًا على الأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

تنتقل عدوى الجيارديات عن طريق الطعام أو مياه الشرب الملوثة بآثار ببراز الشخص المصاب. يحدث هذا غالبًا عند تحضير الطعام بـ أيدي متسخة أو بمياه الشرب الملوثة بالمياه العادمة.

كيف تنتقل العدوى؟

العوامل المسببة لداء الجيارديات لها دورة حياة بسيطة للغاية:

  • تعيش الطفيليات البالغة (trophozoites) في أخاديد جدار الأمعاء الدقيقة للأشخاص المصابين. بحيث لا تترك الغشاء المخاطي، بل تظل العدوى محصورة في الأمعاء. ومع ذلك، فإن الجيارديا تغير سطح الأمعاء، مما قد يعطل امتصاص العناصر الغذائية وبالتالي يسبب أعراض نقص عند المريض.
  • يمكن أن تتكاثر العوامل الممرضة لاجنسيًا عن طريق الانقسام لإنتاج ذرية. حيث تنتقل بعض مسببات الأمراض البالغة إلى أسفل الأمعاء وتتحول إلى خراجات (مرحلة غير نشطة): وتحيط نفسها بقشرة واقية. إذا تم إفرازها في البراز، تسمح لها هذه القشرة بالبقاء على قيد الحياة في العالم الخارجي لفترة من الوقت قبل دخول جسم شخص آخر.
  • يُمكن أن تظل الطفيليات الموجودة في الماء معدية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
  • إذا تم تناول الطفيليات من قبل شخص من خلال الطعام أو مياه الشرب، فإنها تتطور مرة أخرى إلى نواشط بالغة في الأمعاء، ثم تبدأ الدورة مرة أخرى.

أعراض عدوى الجيارديات

لا تظهر أي أعراض على العديد من الأشخاص المصابين بعدوى الجيارديا، لذا فهم لا يذهبون إلى الطبيب ولا يتلقون العلاج. ومع ذلك، إذا كانت هناك أعراض، فعادةً ما يكون الإسهال المتكرر لمدة أسبوع هو المشكلة الرئيسية. كما يعد ألم البطن والانتفاخ غير الواضح من الأعراض الشائعة الأخرى لداء الجيارديات.

بشكل عام ، من الممكن ظهور الأعراض التالية عند الإصابة بعدوى الجيارديا:

  • استفراغ و غثيان.
  • آلام في البطن.
  • إسهال معتدل، وغالبًا ما يكون يحتوي على رغوة، مع احتمال وجود دم فيه.
  • غازات.
  • الوذمة، أي تراكم الماء في الأنسجة (في حالات المرض الممتدة).
  • سوء التغذية (في الحالات الشديدة، بسبب قلة العناصر الغذائية التي يمكن امتصاصها من خلال الأمعاء).
  • التهاب البنكرياس أو التهاب القناة الصفراوية (على سبيل المثال في حالة الإصابة الشديدة أو لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة).

الأسباب وعوامل الخطر

داء الجيارديات ناتج عن الإصابة بطفيليات الجيارديا المعوية. تسمي بعض المصادر الطفيل باسمه القديم Giardia lamblia.

ينتقل الطفيل بشكل خاص عن طريق مياه الشرب الملوثة والأغذية الملوثة (على سبيل المثال عن طريق شرب المياه الملوثة أو تناول الطعام المحضر في ظروف سيئة). حيث يعد سوء نظافة الطعام أحد عوامل الخطر الرئيسية لداء الجيارديا. إنه منتشر في العديد من البلدان النامية، بحيث يوجد حوالي 200 مليون إصابة جديدة في جميع أنحاء العالم كل عام. ولكن هناك أيضاً خطر متزايد للإصابة بالعدوى في جنوب وشرق أوروبا.

ومع ذلك، فمن حيث المبدأ، يمكن أن يصاب المرء بالجيارديا في أي مكان حتى في أوروبا الوسطى، على سبيل المثال عند السباحة في مياه الاستحمام الملوثة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجيارديات المعوية هي أحد الأسباب الرئيسية لإسهال المسافرين. يُمكن لأي شخص يسافر إلى مناطق الخطر أن يصاب بإسهال خفيف نسبياً طويل الأمد، وهو نموذجي لداء الجيارديا، حتى بعد أسابيع من العودة إلى المنزل.

بالإضافة إلى البشر، يصيب مرض الجيارديات أيضاً الثدييات الأخرى مثل القنادس والقطط والكلاب.

الفحوصات والتشخيص

غالباً ما توجد العوامل المسببة لداء الجيارديات في براز المصابين. حيث يُستخدم اختبار مناعي لجزيئات سطح الجيارديا المعوية لهذا الغرض. نادرًا ما يتم استخدام المجهر للبحث عن البروتوزوا في عينة البراز. كقاعدة عامة، يلزم إجراء ثلاث عينات من البراز للحصول على تشخيص موثوق به، ويجب على المريض تقديمه في أوقات مختلفة. هذا يزيد من احتمال الكشف الفعلي عن الجيارديا.

إذا لم ينجح تشخيص داء الجيارديا في البراز، فقد يكون من الضروري أخذ خزعة من الأمعاء؛ حيث يأخذ الطبيب عينة من الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة.

العلاج

يمكن علاج داء الجيارديات بمضادات حيوية معينة (مثل ميترونيدازول أو ألبيندازول) ومضادات الديدان، على الرغم من أن العامل المسبب ليس بكتيريا ولا دودة. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية تعطل عملية التمثيل الغذائي للطفيلي وتؤدي إلى موته.

إذا فقد الشخص المصاب الكثير من السوائل بسبب الإسهال، يتم إعطاؤه محاليل إلكتروليت خاصة كبديل.

السابق
عدم تحمل الفركتوز: مخاطره وطرق علاجه
التالي
عدم تحمل اللاكتوز: أعراضه وطرق علاجه