دُول وقارات

دولة بروناي: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ

دولة بروناي: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ

الموقع الجغرافي

بروناي أو “دار السلام” هي دولة صغيرة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في بحر الصين الجنوبي جنوب شرق آسيا. لها حدود مع دولة واحدة فقط، وهي ماليزيا في الجنوب. تسمى عاصمة البلاد بندر سيري بيغاوان ويبلغ عدد سكانها حوالي 50000 نسمة.

تعتبر بروناي واحدة من أصغر الدول في جنوب شرق آسيا، وتبلغ مساحتها 5700 كيلومتر مربع فقط، وهي مقسمة إلى منطقتين منفصلتين تماماً، يربط بينهما جسر في الشمال. يعتبر وادي ليمبانج، الذي يمتد بين شطري البلاد جزءاً من ماليزيا. الجزء الغربي من بروناي أكبر بكثير وأكثر كثافة سكانية، ويعيش حوالي 90 في المائة من سكان بروناي فيه.

بروناي هي دولة استوائية، حيث يكون الجو دافئاً جداً طوال العام مع متوسط ​​درجات حرارة حوالي 27 درجة مئوية ورطوبة عالية. في موسم الأمطار من نوفمبر إلى مارس، يسقط ما بين 2500 و 7500 لتر من الأمطار. بالإضافة إلى ذلك، يوجد فيها أيضاً عدد من الغابات المطيرة الكبيرة، التي يعيش فيها أنواع مختلفة من الحيوانات مثل: القردة والثعابين والسناجب والطيور.

إلى جانب ذلك، توجد مستنقعات واسعة في غرب وشمال شرق البلاد. كما يوجد أيضاً في المنطقة الحدودية مع ماليزيا جبال يبلغ ارتفاعها أكثر من 1800 متر. يعتبر جبل بوكيت باجون أعلى جبل في بروناي، ويبلغ ارتفاعه 1850 متراً.

اللغة والسكان

معظم سكان الدولة البالغ عددهم 437,483 نسمة (2020)، هم من الماليزيين. ما يقرب من 20 في المائة من السكان ينتمون إلى مجموعة عرقية أصلية مثل إيبان.اللغة الرسمية في بروناي دار السلام هي الملايو. كما أن الكثير من السكان يتحدثون أيضاً الإنجليزية والصينية.

هناك حرية دينية في في بروناي. حوالي 75 في المائة من السكان مسلمون، ويعتنق حوالي تسعة في المئة من السكان المسيحية والبوذية. لكن لا يُسمح لهم بنشر معتقداتهم أو ممارستها علانية. على سبيل المثال، يُحظر الاحتفال بعيد الميلاد في الأماكن العامة في بروناي.

الوضع الاقتصادي

يكسب البلد معظم أمواله من النفط المستخرج من الساحل. يشكل الدخل من بيع النفط 95 في المائة من دخل الصادرات و 90 في المائة من الدخل القومي. لكن الكثير من الناس هم أيضاً نساجون يصنعون النسيج، أو مزارعون يزرعون الخضار والفواكه والأرز، أو يعملون في صناعة المعادن.

إلى جانب ذلك، تعد بروناي دار السلام دولة متطورة للغاية وناجحة اقتصادياً، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي حوالي 13 مليار دولار أمريكي في عام 2019. إضافة لذلك، لديها ثاني أعلى دخل للفرد في جنوب شرق آسيا بعد سنغافورة.

تاريخ الدولة

يعود تاريخ دولة بروناي إلى القرن الرابع عشر. آنذاك، اعترف السلطان أواك ألاك بيتاتار بالإسلام وأسس الدولة. بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، وسعت السلطنة الصغيرة حدودها الوطنية بشكل كبير. حيث كانت تتألف تقريباً من النصف الشمالي بالكامل من بورنيو وأرخبيل سولو وجزءاً مما يُعرف الآن بالفلبين.

جاء الإسبان إلى بروناي في القرن السادس عشر. كان هذا بمثابة بداية لمرحلة من التغيير، والتي سارت في بروناي جنباً إلى جنب مع خسارة أجزاء كبيرة من البلاد وانكمش البلد إلى حجمه الحالي تقريباً. في عام 1888، اضطرت بروناي إلى الاعتماد على حماية البريطانيين وأصبحت محمية بريطانية. كجزء من شمال بورنيو البريطاني، قبلت سلالة السلطان التدخل السياسي البريطاني، لكنها كانت قادرة على الحفاظ على السلطنة.

مع اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة في البلاد في ثلاثينيات القرن الماضي، بدأت البلاد تشهد نموًا اقتصاديًا قويًا. بصرف النظر عن الاحتلال القصير من قبل اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، فقد حقق السلطان الحاكم وضعاً سياسياً مستقراً وموثوقاً في البلاد. أُعلن استقلال الدولة عام 1984، ولا يحكمها منذ ذلك الوقت سوى النظام الملكي الماليزي الإسلامي.

تعد ولاية بروناي واحدة من الملكيات المطلقة القليلة في العالم. السلطان هو رئيس الدولة والزعيم الديني ورئيس القضاة جميعهم مدمجون في واحد. كما أنه هو من يقرر الشؤون المالية والضرائب والدفاع والجيش والقضاء.

السابق
جمهورية لاوس: الموقع، السكان والوضع الاقتصادي
التالي
ماليزيا: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ