دُول وقارات

دولة ميانمار (بورما): الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ

ميانمار (بورما): الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ

الموقع الجغرافي

ميانمار وتسمى أيضاً بورما هي دولة تقع في جنوب آسيا، وتبلغ مساحتها 676,575 كم². تحدها الصين من الشمال الشرقي والهند وبنغلادش من الشمال الغربي، وتشترك حدودها مع لاوس وتايلاند في الجنوب الشرقي، أما حدودها الجنوبية فتطل على خليج البنغال والمحيط الهندي.

أكبر مدينة في ميانمار هي يانغون ويبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة. كانت يانغون أيضاً العاصمة حتى عام 2005. ولكن بعد ذلك تم نقل العاصمة إلى نايبيداو، وذلك بسبب موقعها المركزي.

نصف مساحة ميانمار عبارة عن غابات، ويبلغ ارتفاع بعض الجبال فيها إلى أكثر من 5000 متر. أطول نهر في البلاد هو نهر إيراوادي. أرادت الحكومة بناء سد ضخم على هذا النهر مع الصين. لكن بعد ذلك أوقفت حكومة ميانمار المشروع لأنه لم يكن إرادة الشعب. حيث كان من الممكن أن يغمر الخزان 47 قرية ويشرد أكثر من 10000 شخص.

السكان واللغة

يبلغ عدد سكان ميانمار أكثر من 54.41 مليون نسمة (2020)، يعيش معظم البورميين في سبع مناطق في وسط البلاد، وتعيش الأقليات في الولايات السبع في المناطق المحيطة أو في المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها.

معظم سكان بورما هم من البوذيين. 89 من أصل 100 شخص يتبعون العقيدة البوذية، والتي تعتبر الديانة الرئيسية في البلاد. أربعة فقط من كل 100 شخص يعتنقون الإسلام أو المسيحية. وواحد فقط من كل 100 شخص يتبع الهندوسية. وتعتبر اللغة البورمية هي اللغة الرسمية في البلاد. كما يتحدث العديد من السكان اللغة الإنجليزية. كذلك، تستخدم الأقليات العرقية التي تعيش في مناطق متفرقة من البلاد، لغاتها الخاصة.

رغم أن الديانة البوذية مسالمة للغاية، إلا أن هناك العديد من الأشخاص من أتباع هذه الديانة يمارسون العنف ضد الأقليات الدينية الأخرى، بالأخص ضد المسلمين.

الوضع الاقتصادي

ميانمار بلد فقير للغاية، رغم توفر امكانات النمو الاقتصادي. يعتبر الخشب من الصادرات المهمة وتعتبر الصين من أكبر المشترين له. بالأخص، خشب الساج الثمين وأيضاً خشب الورد، وهو نوع من الأخشاب عالية الجودة.

تشتهر البلاد أيضاً بالأحجار الكريمة الجميلة. يمكن العثور على الياقوت والياقوت الأزرق واليشم والتوباز والعنبر في مناجم الجبال. هناك أيضاً رواسب النفط والغاز والفحم الصلب والرصاص والنحاس والفضة والذهب.

على الرغم من كل إجراءات التحديث، لا تزال الزراعة هي الأهم. يتم توليد 55 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الزراعة بالأخص، زرع الأرز وقصب السكر والبقوليات والتبغ. وكانت بورما حتى عام 1945 أكبر مصدر للأرز في العالم.

إلى جانب ذلك، تعتبر زراعة نبات الخشخاش رائجة جداً في بورما. حيث يتم استخدامها في تصنيع الأفيون أو الهيروين، التي يكسب تجار المخدرات الكثير من المال عن طريقها. علماً أن ميانمار تنتمي إلى ما يسمى بـ “المثلث الذهبي” ، الذي يقع على الحدود مع لاوس وتايلاند. في هذا المثلث، تتم زراعة الكثير من بذور الخشخاش، والتي يتم معالجتها لاحقًا لتصبح هيروين.

تاريخ الدولة

احتلت بريطانيا العظمى بورما في القرن التاسع عشر. دمر البريطانيون ممالك البورميين، ودعموا في الوقت نفسه الأقليات العرقية في البلاد. لهذا قاتل البورميون من أجل استقلال البلاد، وحصلت ميانمار على استقلالها عام 1948. في البداية لم يكن هناك سوى بعض الديمقراطية، حيث تولى الجيش السلطة في عام 1962.

منذ ذلك الحين كانت يحكم البلاد حكام عسكريون ديكتاتوريون. وهم بالكاد يحترمون حقوق الإنسان. إذ يتعرض الناس هناك للتعذيب، ويتم تهجير وقتل الأقليات العرقية والدينية.

عندما فازت المعارضة في انتخابات عام 1990، أُعلن بطلانها. احتج الطلاب، لكن الحكومة قمعت الاحتجاجات بالقوة. في عام 2007 تظاهر عشرات الآلاف من الرهبان والراهبات البوذيين من أجل مزيد من الحرية.

في عام 2015، فازت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سو كي بالانتخابات البرلمانية وأصبحت رئيسة للحكومة. والتي تعرضت قبل ذلك للحبس في منزلها لعدة سنوات من قبل الجيش. الآن هي تعمل مع الجيش، الذي لا يزال في السلطة. كما أنها تلتزم الصمت حيال اضطهاد شعب الروهينجا الإسلامي.

في بداية عام 2021، فاز حزب أونغ سان سو كي بالانتخابات مرة أخرى. لكن الجيش أطاح بحكومتهم في انقلاب واستولى على السلطة كاملة مرة أخرى. منذ ذلك الحين، هناك العديد من الاحتجاجات في البلاد التي يتم قمعها بالقوة.

السابق
كمبوديا: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ
التالي
مملكة بوتان: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ