تالين هي عاصمة إستونيا وأهم مدينة سياحية واقتصادية في البلاد. تبلغ مساحتها 159.3 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 426,538 (2017). وهي موطن رئيس الحكومة ومقر للعديد من المؤسسات الحكومية والبرلمان، كما أن العديد من الدول لديها بعثات دبلوماسية فيها.
الثقافة والاقتصاد
تالين هي مدينة العلم والثقافة في إستونيا، حيث تضم أكثر من 12 جامعة، إضافة للعديد من الكليات والمعاهد والأكاديميات الحكومية والخاصة.
في عام 2011 كانت تالين عاصمة أوروبا للثقافة، إلى جانب توركو عاصمة فنلندا السابقة. هذا يعود إلى العدد الكبير من المتاحف والمسارح الموجودة فيها، مثل مسرح مدينة تالين (Tallinna Linnateater) والمسرح الإستوني الروسي. كما يقام العديد من المهرجانات الغنائية التي تضم فنانيين من مختلف الدول، أهمها مهرجان الأغنية الإستونية.
بعد تحقيق الاستقلال السياسي في إستونيا عام 1991، تركزت جهود الدولة على النشاط الاقتصادي الحر، والأعباء الضريبية المنخفضة. ساعد ذلك على استقرار الشركات الدولية الكبرى والعديد من بنوك شمال أوروبا في تالين.
حالياً تحقق إستونيا أهم عائداتها المالية من صادرات الأجهزة الكهربائية والمنتجات الخشبية والمنتجات الزراعية والأخشاب.
إقرأ أيضاً: جمهورية إستونيا: الموقع، السكان، الاقتصاد والتاريخ
تاريخ المدينة
يمكن إرجاع أصول مدينة تالين إلى القرن الحادي عشر. في عام 1238 سقطت المنطقة في يد الدنمارك. وفي هذا السياق، تم ذكر مدينة تالين – التي كانت تسمى آنذاك ريفال – كمدينة. في ظل الحكم الدنماركي، شهدت ريفال طفرة اقتصادية. ثم في عام 1346، باع الملك الدنماركي تالين ريفال للفرسان التوتونيين. وهكذا انضمت ريفال إلى الرابطة الهانزية وتقدمت لتصبح أهم مدينة في التجارة الشرقية. هذا الوضع جلب لها ثروة كبيرة.
ومع ذلك، اتسم حكم النظام بالنزاعات الداخلية والخارجية. في عام 1561، هزمت موسكو الفرسان التوتونيين. ثم تحولت ريفال إلى السويد كقوة حامية. بدأ الحكم السويدي للمدينة عام 1561 واستمر حتى حرب الشمال العظمى. في عام 1710 سقطت ريفال في يد روسيا، ولم يتحقق الاستقلال إلا في عام 1920، بعد حرب الاستقلال ومعاهدة السلام مع روسيا السوفيتية. في 24 فبراير 1918، تم إعلان جمهورية إستونيا المستقلة. كما تم تغيير اسم ريفال إلى تالين وأصبحت عاصمة إستونيا.
معالم المدينة
تقتصر أهم المعالم السياحية في البلدة القديمة من تالين، وهي غنية بالكنائس والمباني العلمانية والتحصينات والحدائق العامة. في عام 1997 وضعت اليونسكو تالين على قائمة التراث العالمي.
تعد كنيسة كاتدرائية القديسة ماري البروتستانتية أهم معالم المدينة، والتي تم بناؤها في النصف الأول من القرن الثالث عشر. كذلك تعتبر كاتدرائية ألكسندر نيفسكي الأرثوذكسية الروسية والتي تتميز بالتطبيقات الذهبية الرائعة والفسيفساء والرموز الثمينة، معلم سياحي آخر مهم في تالين.
كما يوجد فيها قلعة تالين والتي بناها الفرسان الدنماركيين في بداية القرن الثالث عشر. إضافة إلى الأكاديمية الإستوية للعلوم والتي تأسست عام 1938, والعديد من المعالم والمراكز الثقافية والتاريخية الأخرى.
