مدينة سول عاصمة كوريا الجنوبية
سول هي عاصمة كوريا الجنوبية. يبلغ عدد سكانها حوالي 9.8 مليون (2019)، وهي المركز المالي والثقافي والتعليمي للبلاد. يقع المقر الرئيسي لـ 15 من شركات Fortune Global 500 في سول، بما في ذلك Samsung و LG و Hyundai. استضافت المدينة أيضًا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988 وكانت أحد الأماكن التي استضافت فيها كأس العالم FIFA 2002. وباعتبارها المركز التاريخي لكوريا الجنوبية ومسقط رأس الموجة الكورية والكيبوب، استقبلت سيول أكثر من 9.5 مليون سائح في عام 2018، لتحتل المرتبة العاشرة في العالم.
الجغرافيا والمناخ
تقع سول في الجزء الشمالي الغربي من البلاد بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية بمتوسط 87 مترًا فوق مستوى سطح البحر في الروافد السفلية لنهر هانغانغ. وسط المدينة محاط بالعديد من الجبال. حيث يوجد في وسط المدينة جبل نامسان مع برج تلفزيون وتلفريك. كما يقع جبل بوخانسان في شمال المدينة، وقلعة نامهانسانسونغ إلى الجنوب الشرقي. كما يوجد في الوديان المحيطة العديد من القرى الصغيرة والمعابد البوذية القديمة.
تقع سول عاصمة كوريا الجنوبية في المنطقة المعتدلة، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 12.5 درجة مئوية. يتسم المناخ بتباينات قوية، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 29.6 درجة مئوية في أغسطس، وأدنى متوسط درجة حرارة هو -5.9 درجة مئوية في يناير.
الصيف دافئ ورطب للغاية خلال موسم الرياح الموسمية من يونيو إلى سبتمبر، وخاصة في أغسطس. غالبًا ما تكون درجات الحرارة القصوى اليومية أعلى من 30 درجة مئوية. أعلى درجة حرارة مسجلة في سيول هي 39.6 درجة مئوية في أغسطس 2018. أغسطس هو الشهر الأكثر سخونة في المتوسط؛ متوسط درجة الحرارة 25.7 درجة مئوية.
70٪ من هطول الأمطار السنوي، والذي يبلغ متوسطه 1450.6 ملم، يسقط خلال موسم الرياح الموسمية، مع 394.7 ملم في أكثر الشهور الممطرة في يوليو وحده.
يتأثر الشتاء بشدة بالرياح الباردة القادمة من سيبيريا وبالتالي فهو شديد البرودة ولكنه جاف. عادةً ما تكون ثلاثة أيام شديدة البرودة وأربعة أيام أكثر دفئًا بالتناوب بسبب كوكبة معينة من الضغط المرتفع. أبرد شهر هو يناير بمتوسط درجة حرارة -2.4 درجة مئوية، وهو أيضًا أقل هطول للأمطار بمتوسط 20.8 ملم. تم تسجيل أدنى درجة حرارة في سيول في 31 ديسمبر 1972 وكانت -23.1 درجة مئوية.
السكان
تتميز مدينة سول بكثافة سكانية عالية جدًا، تقريبًا ضعف كثافة سكان مدينة نيويورك. المنطقة الحضرية لديها أعلى كثافة سكانية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في آسيا وثاني أعلى كثافة سكانية في العالم بعد باريس.
بسبب تفوقها السياسي والاقتصادي والثقافي، شهدت سول نموًا سكانيًا غير منضبط بعد الحرب العالمية الثانية ورحيل القوة الاستعمارية اليابانية. أدى التدفق القوي لسكان الريف بشكل رئيسي، والدمار الواسع النطاق في الحرب الكورية (1950-1953) والظروف السياسية والاقتصادية الفوضوية إلى فجوة بين عدد السكان والبنية التحتية الحضرية. بعد الانخفاض من 1.4 مليون إلى 650.000 خلال الحرب الكورية، ارتفع عدد السكان مرة أخرى إلى مليون في عام 1953 وإلى 10 ملايين بحلول أواخر الثمانينيات. وفي عام 2019، بلغ عدد السكان حوالي 9.8 مليون نسمة.
الوضع الاقتصادي
شهدت عاصمة كوريا الجنوبية عملية تحديث سريعة بعد الحرب الكورية (1950-1953) حتى يومنا هذا. وتشمل هذه التغيير السريع من المجتمع ما قبل الحديث إلى المجتمع الصناعي والنمو الاقتصادي السريع. بين عامي 1989 و 1998، نما اقتصاد كوريا الجنوبية بمعدل سنوي متوسط قدره 11.6 ٪. بلغ معدل البطالة في عام 1997 2.7٪ فقط. ومع ذلك، مثل كل كوريا، تأثرت سول أيضًا بسبب الأزمة الآسيوية في نهاية عام 1997. حيث قفزت البطالة إلى أكثر من 9 ٪ وانكمش الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية بنسبة 5.5 ٪ في عام 1998. ومع ذلك، فقد تحسن الوضع بسرعة منذ ذلك الحين.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة سيول الحضرية 846 مليار دولار أمريكي (KKB). في ترتيب المناطق الحضرية الأقوى اقتصاديًا في جميع أنحاء العالم، احتل المركز الرابع. تم تطوير البنية التحتية التكنولوجية بشكل كبير. كما احتلت المدينة المرتبة الأولى في فئة الجاهزية التكنولوجية في دراسة أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز. حيث تتوفر خدمة الواي فاي مجانًا في معظم الأماكن العامة. منذ أبريل 2019 ، تقدم SK Telecom و KT معيار الهاتف المحمول 5G على الصعيد الوطني.
بالإضافة إلى ذلك، سول هي موطن لمجموعة متنوعة من الشركات الكبيرة مثل Samsung و LG و Hyundai و SK و Hanwha. كما كانت المنتجات الصناعية الرئيسية للمدينة هي المنتجات الكيماوية والمنسوجات والملابس، وكذلك الآلات ومنتجات الطباعة، ولكن تم استبدالها تدريجياً بتكنولوجيا المعلومات والمعدات الكهربائية والإلكترونية.
يعمل معظم الناس في كوريا الجنوبية في قطاع الخدمات. أهم منطقة صناعية هي مجمع كوريا للتصدير الصناعي، المعروف أيضًا باسم مجمع جورو الصناعي، حيث توجد حوالي 8000 شركة على مساحة 1.98 كيلومتر مربع. توظف أكثر من 100000 شخص وهي نشطة بشكل رئيسي في مجالات التطوير وتكنولوجيا المعلومات والتجميع وإنتاج الورق. كما يقع المقر الرئيسي لمعظم البنوك في يويدو، حيث يوجد مقر بورصة كوريا أيضًا.
السياحة هي أيضا ذات أهمية اقتصادية في عاصمة كوريا الجنوبية. مع 10.2 مليون زائر أجنبي، احتلت سول المرتبة العاشرة بين أكثر المدن زيارة في العالم في عام 2016. كما جلب السياح عائدات بلغت 12.3 مليار دولار في نفس العام. جاء معظم الزوار الأجانب من جمهورية الصين الشعبية.
كما يتم زراعة فول الصويا والدخن والقمح في المنطقة الزراعية حول سول.
الثقافة وأهم المعالم السياحية
الجامعات
سول هي المركز التعليمي لكوريا الجنوبية، حيث يوجد فيها حوالي 40 جامعة. في عام 2018، كانت 18 من هذه الجامعات من بين أفضل 1000 جامعة في العالم في تصنيف جامعة كيو إس العالمية. تحتل جامعة سول الوطنية المرتبة الأعلى باستمرار في السنوات الأخيرة. سول هي أيضاً موطن لأقدم جامعة في آسيا، جامعة سونغكيونكوان. علاوة على ذلك، تعد جامعة دونكوك واحدة من الجامعات القليلة التابعة للبوذية.
يشار إلى أفضل ثلاث جامعات في كوريا الجنوبية وجامعة سول الوطنية وجامعة كوريا وجامعة يونسي مجتمعة باسم SKY. تم أيضًا تجميع الجامعات الثلاث في منطقة سينشون – جامعة يونسي وجامعة إيوا النسائية وجامعة سوغانغ – معًا تحت الاختصار YES.
هناك أيضًا 9 كليات مهنية و 318 مدرسة ثانوية و 384 مدرسة إعدادية و 601 مدرسة ابتدائية بالإضافة إلى 879 روضة أطفال (حتى عام 2016).
المتاحف
باعتبارها المركز الثقافي للبلاد، فإن سول هي موطن لأكثر من 100 متحف، بما في ذلك المتحف الوطني الكوري. كما يوجد المتحف الشعبي الوطني الكوري على أرض قصر كيونغ بوك، في الجزء الخلفي من المجمع. يُظهر هذا المتحف الطقوس الدينية (الشامانية)، والثقافات المنزلية المختلفة، والأجهزة المنزلية، والأدوات والأشياء اليومية من كوريا. في المجموع، يضم المتحف أكثر من 10000 قطعة.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم النصب التذكاري للحرب الكورية، وهو مبنى ضخم في وسط المدينة مع متحف، معلومات حول مختلف الحروب التي شاركت فيها كوريا، وخاصة الحرب الكورية. في الحديقة الكبيرة للمتحف توجد آثار لاستخدام الجيش الأمريكي في الحرب الكورية ولجنود كوريا الجنوبية في حرب فيتنام بالإضافة إلى المعدات الحربية.
كما يعتبر متحف ليوم سامسونغ للفنون أحد أكبر المتاحف الخاصة في سول.
المسرح والموسيقى
تقام العديد من العروض الثقافية في عاصمة وريا الجنوبية. حيث يتم تقديم الموسيقى التقليدية والرقص والعروض المسرحية بأشكال حديثة.
تأسس المسرح الوطني الكوري في عام 1973 ويقع مقره في نامسان. إنه موطن لأوركسترا الدولة والشركة الوطنية للرقص وشركة الدراما الوطنية. أكبر الصالتين بها 1500 مقعد. تقام فيها العديد من الأحداث الثقافية المهمة في البلاد. يحتوي المسرح أيضًا على مسرح للعروض المسرحية التجريبية ومدرج للعروض الأقل رسمية.
المواقع الأثرية
نظرًا لتاريخ المدينة الطويل، تعد سيول موطنًا للعديد من المواقع الأثرية، بدءًا من آثار العصر الحجري إلى المقابر والمعابد والقصور والتحصينات. تقف المباني التاريخية بين ناطحات السحاب ويمكن اكتشاف العديد من آثار التاريخ في الشوارع الصغيرة.
يوجد في مدينة سول خمسة قصور، أهمها قصر غيونغبوك (Gyeongbokgung) وقصر تشانغدوك (Changdeokgung) وقصر دوكسو (Deoksugung). تم بناء قصر غيونغبوك في عام 1394 مع إعلان سول كعاصمة. كما تم بناء قصر تشانغدوك في الفترة من 1405 إلى 1412 كامتداد لقصر غيونغبوك. بينما تم تم بناء قصر دوكسو في القرن الخامس عشر كمقر إقامة لحفيد الملك سيجو. بعد إحراق جميع قصور سول في حرب إمجين عام 1592، كان قصر دوكسوجونج بمثابة قصر حتى عام 1623 ومرة أخرى في عام 1897 بعد اغتيال الملكة مين حتى عام 1907.
علاوة على ذلك، يوجد في سول مجموعة من المعابد البوذية التاريخية مثل معبد جوغيسا (Jogyesa) الذي يعتبر وجهة موكب الفانوس الكبير للاحتفال بعيد ميلاد بوذا. حيث يشارك ما يصل إلى 100000 شخص يرتدون أزياء ملونة ووفود من العديد من البلدان البوذية. بالإضافة إلى معبد بونغينسا (Bongeunsa) من القرن الخامس عشر ومعبد بونغوونسا الذي تم بناؤه في عام 889 ومعابد أخرى.
من ناحية أخرى، تقع أطول المباني في كوريا الجنوبية في سيول وبوسان وإنشيون. في عام 2017، تم افتتاح برج لوت وورلد في جانجنام، على ارتفاع 555 مترًا، وهو أحد أعلى المباني في العالم. من المقرر الانتهاء من مركز الأعمال العالمي لهيونداي، المقر الرئيسي الجديد لشركة هيونداي، في عام 2026. على ارتفاع 569 مترًا، والذي سيصبح أطول ناطحة سحاب في كوريا.
إقرأ أيضاً:
