أمراض الجهاز الهضمي

الزحار: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

الزحار: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

ما هو مرض الزحار؟

مرض الزحار، المعروف أيضاً باسم داء الشيغيلات أو الزحار الشيغيلا أو الزحار الجرثومي أو الزحار البكتيري أو الزحار الشيغيلا هو مرض معوي ناتج عن عدوى ببكتيريا مختلفة من جنس الشيغيلة. والتي ينتمون إلى الجراثيم المعوية، ويشار إليها طبياً باسم البكتيريا المعوية.

ينتشر هذا المرض في جميع أنحاء العالم. حيث تؤدي الظروف الصحية السيئة والمناخ الدافئ إلى انتشاره، وهذا هو سبب انتشاره بشكل خاص في ما يسمى بالدول النامية.

عادةً ما يحدث الزحار البكتيري بشكل متكرر في الأشهر الدافئة (الصيف إلى أوائل الخريف). من المرجح أن يُصاب الأطفال دون سن الخامسة والشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 39 عامًا) بالعدوى.

ينتج الزحار عن الإصابة ببكتيريا الشيغيلا. تبدأ هذه البكتيريا في إنتاج السموم (السموم الداخلية والسموم الخارجية) في الأمعاء التي تسبب التهاب بطانة الأمعاء (القولون عادة). تشمل الأنواع الأكثر شيوعًا من البكتيريا من مجموعة الشيغيلة ما يلي:

  1. الشيغيلا سونيي: موزعة بشكل رئيسي في أوروبا الغربية؛ وهو غير ضار نسبيًا.
  2. الشيغيلا فليكسنري: موزعة بشكل رئيسي في البلدان الشرقية والولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو نادر وأقل خطورة.
  3. شيغيلا بودي: موزعة بشكل رئيسي في الهند وشمال إفريقيا.
  4. الشيغيلة الزحارية: تتوزع بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية؛ يشكل ذيفانًا داخليًا، والذي يؤدي في الحالات الشديدة إلى تقرحات القولون، وسمًا خارجيًا (ذيفان شيغا)، مما يؤدي إلى الإسهال الدموي الحاد ومشاكل الدورة الدموية.

كيف تنتقل العدوى؟

تحدث الإصابة بالعدوى عن طريق البراز الفموي. هذا يعني أن العوامل الممرضة تفرز في البراز وتؤخذ عن طريق الفم. عادةً ما تحدث العدوى من شخص لآخر مباشرة من خلال عدوى الأوساخ، على سبيل المثال إذا كان المصابون لا يغسلون أيديهم أو يغسلونها بشكل غير كاف (على سبيل المثال بعد الذهاب إلى المرحاض) ويصافحون يد شخص آخر.

بالإضافة إلى ذلك، تنتقل البكتيريا بشكل غير مباشر عن طريق الطعام الملوث ومياه الشرب الملوثة والأشياء المصابة (مثل المناشف) وكذلك من خلال الاستخدام المشترك للمراحيض. يمكن أيضاً أن تنتقل من خلال مياه الاستحمام الملوثة بالبكتيريا.

كما تحدث العدوى أيضاً من خلال الأفراد المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض (ناقلات بدون أعراض). إضافة لذلك، فإن الذباب قادر على حمل جزيئات البراز الملوثة بالبكتيريا إلى الأشياء أو الطعام. ومن الممكن أيضاً أن تنتقل العدوى عن طريق الاتصال الجنسي الشرجي وأحيانًا من خلال المعدات الطبية الملوثة.

أعراض مرض الزحار

تظهر أعراض الزحار بشكل مفاجئ وعنيف. أولاً، يحدث الإسهال المائي. اعتمادًا على نوع العامل الممرض، هناك أعراض أخرى أكثر أو أقل وضوحًا. في الحالات الشديدة، يكون الإسهال مخاطيًا أو دمويًا. كما يمكن أن تحدث أعراض أخرى مثل الحمى والقرحة وتشنجات شديدة في البطن.

إذا أفرز الجسم سوائل زائدة بسبب الإسهال، فغالبًا ما يفقد الشوارد الإضافية، وخاصة الصوديوم والبوتاسيوم. في الحالات الشديدة، يؤدي نقص السوائل والإلكتروليتات إلى انحلال الدم الانحلالي (HUS). كما تتشكل جلطات الدم الصغيرة (الجلطات الدموية) في جميع أنحاء الجسم. هذه تمنع إمداد الدم للأعضاء الحيوية (مثل الدماغ والقلب والكلى). من العواقب المحتملة الفشل الكلوي والغيبوبة وحتى فشل الدورة الدموية.

لمحة عن أعراض الزحار البكتيري:

  • ألم بطني شديد ومغص
  • القيء
  • رغبة مؤلمة في التبرز
  • حُمى
  • الإسهال المخاطي الدموي
  • تقرحات في الأمعاء.
  • نزيف معوي في الحالات الشديدة، تتمدد الأمعاء، وتتمزق (انثقاب الأمعاء) أو التهاب الصفاق
  • الجفاف
  • غالبًا ما يؤدي نقص السوائل إلى مشاكل في الدورة الدموية وضعف الوعي وتشنجات عضلية، بما في ذلك الفشل الكلوي والغيبوبة.

الفحص والتشخيص

أول نقطة اتصال عند الشك بالإصابة بالعدوى هي الطبيب العام. إذا لزم الأمر أو لمزيد من الفحوصات، سيحيل الطبيب المريض إلى أخصائي أو إلى المستشفى. من أجل تشخيص داء الزحار، عادة ما تكون الأعراض النمطية للمرض وفحص البراز كافية.

لتشخيص الزحار ، يجري الطبيب أولاً مناقشة مفصلة (سوابق المريض) مع الشخص المعني. ثم يتم إجراء الفحص البدني.

الفحص البدني

يقوم الطبيب بتحسس البطن بحثًا عن تصلب أو يفحصه بحثًا عن ضوضاء غير طبيعية في الأمعاء باستخدام سماعة الطبيب.

إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بالمرض، يقوم الطبيب بإجراء التشخيص بناءً على عينة براز من الشخص المعني. على سبيل المثال، يفحص تحت المجهر ما إذا كان هناك عدد متزايد من خلايا الدم البيضاء (الكريات البيض) في البراز.

يمكن أيضاً اكتشاف الشيغيلا مباشرة في المختبر. هناك يمكن أيضاً تحديد ما إذا كان نوع بكتيريا الشيغيلا المكتشفة قد طور بالفعل مقاومة لمضاد حيوي معين (مضاد حيوي). هذا يخبر الطبيب ما إذا كان مضاد حيوي معين فعالاً ضد الشيغيلا أم لا.

كيف يتم علاج الزحار؟

مضادات حيوية

في معظم الحالات، يُعالج الطبيب عدوى الشيغيلا بالمضادات الحيوية. هذه تقصر مدة المرض، وتقلل من إفراز مسببات الأمراض (وبالتالي خطر العدوى) وتمنع المضاعفات. يقوم الطبيب بإعطاء المضادات الحيوية على شكل أقراص أو في الحالات الشديدة، عن طريق التسريب الوريدي.

بعض الشيغيلا تقاوم بعض المضادات الحيوية وبالتالي فهي ليست حساسة لهذه الأدوية. من حيث المبدأ، يوصي الأطباء فقط بالعلاج بالمضادات الحيوية بعد اختبار فعاليتها على البكتيريا في المعمل (المضاد الحيوي). هذا يضمن أن المضاد الحيوي فعال بالفعل ضد العامل الممرض.

إذا كان المريض في حالة عامة جيدة، فمن الممكن في بعض الأحيان التخلي عن العلاج بالمضادات الحيوية. حيث يقوم الطبيب بتقييم ما إذا كان هذا ممكنًا.

مضادات الاختلاج

في حالة آلام البطن والمغص، يصف الطبيب عادةً الأدوية المضادة للتشنج (مضادات التشنج) مثل N- بيوتيل سكوبولامين. ولا يستخدم الأطباء أدوية ضد الإسهال، مثل اللوبيراميد، لأنها تثبط الإسهال وتجعل إخراج العامل الممرض من الجسم أكثر صعوبة.

من المهم أيضاً أن يشرب المصابون ما يكفي من السوائل للتعويض عن فقدان السوائل بسبب الإسهال. إذا لم يتمكنوا من شرب ما يكفي بأنفسهم، يتم حقنهم في الوريد. ولتعويض المعادن والأملاح المفقودة (الإلكتروليتات) في الجسم، يمكن للأطباء أيضًا إعطاء سوائل وريدية أو وصف محاليل إلكتروليت للشرب من الصيدلية.

السابق
سرطان المستقيم: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه
التالي
تسمم السالمونيلا: الأعراض وطرق العلاج