يريفان عاصمة أرمينيا
يريفان هي عاصمة أرمينيا المستقلة حديثًا منذ عام 1991. تعد هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.1 مليون نسمة واحدة من أقدم المدن في العالم. إنها أكبر مدينة في البلاد وبسبب حجمها فهي مقاطعة منفصلة ومستقلة. يُعرف المركز الاقتصادي والثقافي والعلمي أيضًا باسم “المدينة الوردية”. وهذا يعني أن يريفان تشتهر بأنها المدينة الوردية في أرمينيا لأن مباني الحقبة السوفيتية مبنية بالحجارة الوردية من المناظر الطبيعية المحيطة بها وتتغير ألوان المباني باستمرار خلال النهار. حيث تكون أكثر سطوعًا عند شروق الشمس وغروبها وتتغير على مدار اليوم اعتمادًا على كيفية ومكان أشعة الشمس.
المناخ ودرجات الحرارة
تتميز يريفان بمناخ قاري مع صيف حار وجاف وشتاء قصير بارد. يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 11.6 درجة، ومتوسط درجة الحرارة اليومية 18.3 درجة. كما يبلغ متوسط درجات الحرارة ليلا 6.6 درجة وفي الأشهر من ديسمبر إلى يناير تكون درجات الحرارة ليلا أقل من نقطة التجمد.
السكان، اللغة والدين
يعيش أكثر من ثلث سكان أرمينيا، وهي واحدة من أصغر البلدان في آسيا، في العاصمة يريفان. أرمينيا وعاصمتها متأثرة بشدة بالإيمان المسيحي وأكثر من 90٪ من السكان هم أعضاء في الكنيسة الرسولية الأرمينية، وهي واحدة من أقدم الكنائس المسيحية.
اللغة الرسمية في يريفان هي الأرمينية. كما تلعب اللغة الروسية دورًا خاصًا أيضاً. في حين أن اللغة الروسية مادة إلزامية في المدارس، وهي لغة التدريس في العديد من الجامعات وتستخدم في الأعمال التجارية، إلا أنها ليست لغة رسمية.
الوضع الاقتصادي
في بداية القرن العشرين، كانت يريفان لا تزال مكانًا بدون وظيفة مهمة في روسيا القيصرية. ومع ذلك، فقد زاد عدد السكان ثلاثة عشر ضعفًا في غضون عقود قليلة. كما شهدت المدينة تطورًا اقتصاديًا سريعًا وتم إنشاء شركات في الصناعات الكهروتقنية والكيميائية والمعدنية والمنسوجات والهندسة الميكانيكية والصناعات الخفيفة والغذائية في المدينة. يريفان هي أيضًا المركز المالي لأرمينيا، حيث توجد جميع البنوك التجارية والبنك المركزي لجمهورية أرمينيا وبورصة الأوراق المالية الأرمينية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الطرق والسكك الحديدية والمترو والمطار، في جعل يريفان أهم مركز نقل في البلاد. حيث أنه في عام 1961، بدأ تشغيل المطار الرئيسي في جمهورية أرمينيا، مطار يريفان الدولي.
الثقافة وأهم المعالم السياحية في يريفان
في يريفان، يمكن العثور على المدينة ذات الأهمية التاريخية في القوقاز والأديرة والمساجد بالإضافة إلى المباني الحديثة والمحلات التجارية الحديثة. المدينة هي مكان التناقضات، لأنه في البلد المسيحي وخاصة في العاصمة هناك شهادات عن الصراع الأبدي للمسيحية ضد الإسلام، وشهادات لأحداث تاريخية عظيمة وشهادات عديدة من ثقافات سابقة.
- تم العثور على دليل على أول مستوطنة في 782 قبل الميلاد على تل أرين بيرد.
- تحظى الكنيسة ذات القباب المتقاطعة التي تعود إلى القرن الثالث عشر وكنيسة سوراور بأهمية خاصة، وقد تم بناؤها بين عامي 1691 و 1705.
- يعود تاريخ كاتدرائية سانت ساركيس (Saint Sarkis)الموجودةا في وسط المدينة، إلى عام 1842.
- أكبر كنيسة للكنيسة الرسولية الأرمنية في العالم هي كاتدرائية القديس غريغوري، التي بنيت من 1997 إلى 2001.
- تم استخدام المسجد الأزرق، الذي اكتمل بناؤه عام 1776 عندما كانت يريفان تابعة لبلاد فارس، مرة أخرى كمسجد شيعي منذ عام 1999.
- في العديد من متاحف المدينة، في المتحف التاريخي، في معرض الصور ومتحف الفنون الشعبية، يمكنك التعرف على تاريخ أرمينيا ويريفان وأدبها وفنها.
- في مبنى Komitas Pantheon، الذي تم بناؤه عام 1936، يمكن زيارة حوالي 60 مقبرة لشخصيات بارزة في أرمينيا.
- حوالي 13000 مخطوطة أرمينية فريدة من نوعها على الرق والورق محفوظة في Matenadaran، الأرشيف المركزي للمخطوطات الأرمنية.
- يمكن أيضًا العثور على مراكز أبحاث المخطوطات التاريخية في يريفان.
- مجمع النصب التذكاري Tsitsernakaberd يخلد ذكرى 1.5 مليون أرمني قتلوا في 1915/16 بأوامر من الحكومة التركية للإمبراطورية العثمانية.
- للاحتفال بالذكرى الثمانين للإبادة الجماعية للأرمن، تم افتتاح متحف الإبادة الجماعية تحت الأرض.
- في Yerevan Cascade يوجد متحف الفن الحديث.
- مهرجان الأفلام “Golden Apricot” يقام سنويا منذ عام 2004. حيث يتم عرض الأفلام في سينما موسكو، التي تم بناؤها في ثلاثينيات القرن الماضي.
- أطول مبنى في يريفان هو برج التلفزيون
تاريخ المدينة
منطقة يريفان مأهولة بالسكان منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد ويمكن العثور على العديد من المستوطنات من العصر البرونزي. توجد مستوطنة من المملكة الشرقية القديمة منذ عام 782 قبل الميلاد. كما نشأت مستوطنة أخرى جنوب غرب يريفان الحالية، والتي دُمرت عام 585 قبل الميلاد. في القرون التالية قبل الميلاد، توسعت الإمبراطورية الفارسية الأولى وأصبحت يريفان واحدة من مراكز الإمبراطورية الأخمينية. في عام 658، غزا العرب يريفان، لأن المكان أصبح نقطة إستراتيجية مهمة مثل تقاطع طرق القوافل بين الهند وأوروبا.
على مر القرون كانت يريفان جزءًا من الإمبراطورية الأرمنية، وقد احتلها السلاجقة وبعد ذلك اُحتلت يريفان من قبل القوات الإسلامية في آسيا الوسطى. بسبب أهميتها الإستراتيجية، أصبحت يريفان فيما بعد نقطة خلاف بين بلاد فارس والعثمانيين. خلال هذه المعارك، تغير الحكم على يريفان 14 مرة بين الإمبراطوريتين حتى القرن الثامن عشر. كما أصبحت يريفان جزءًا من إمارة إسلامية تحت الحكم الفارسي عام 1747 قبل أن تستولي عليها الإمبراطورية الروسية عام 1827.
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في ظل الحكم الروسي، نمت الأهمية الاقتصادية والسياسية لمدينة يريفان وتم ربط خط سكة حديد يريفان بألكسندروبول وجورجيا وأذربيجان. بعد نهاية الإمبراطورية القيصرية في عام 1917، أعلنت شعوب القوقاز استقلالها وبعد عام أصبحت يريفان عاصمة جمهورية أرمينيا الديمقراطية. في نوفمبر 1917، احتل الجيش الأحمر الحادي عشر مدينة يريفان بعد أن احتلت تركيا مدينة القوقاز. أصبحت يريفان عاصمة جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية، وهي جمهورية اتحادية تابعة للاتحاد السوفيتي. في ذلك الوقت شهدت المدينة تطوراً جدياً، حيث تم تغيير منظر المدينة من الألف إلى الياء. كما تم هدم العديد من المباني التاريخية وأعطيت العديد من المناطق أسماء المدن الأرمنية القديمة للإمبراطورية العثمانية. خلال الحرب العالمية الثانية، كان هناك أيضًا معسكر اعتقال لأسرى الحرب الألمان في يريفان.
في عام 1965، اندلعت احتجاجات مناهضة للسوفييت في يريفان ولعبت المدينة دورًا مهمًا في حركة المقاومة الديمقراطية القومية الأرمنية. في سياق الجلاسنوست والبيريسترويكا، أصبح من الممكن التفكير في إمكانية الاستقلال، وفي عام 1991 استقلت أرمينيا مرة أخرى مع العاصمة يريفان. احتفلت يريفان بالذكرى 2800 لتأسيس المدينة في عام 2018.
إقرأ أيضاً: جمهورية أرمينيا: الموقع، السكان والتاريخ
