قارة إفريقيا
إفريقيا هي ثاني أكبر قارة في العالم بعد آسيا. تبلغ مساحتها 30 مليون كيلومتر مربع، وهي تحل خُمس مساحة الكرة الأرضية وما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة أوروبا. يحد إفريقيا البحر الأبيض المتوسط من الشمال، والمحيط الأطلسي من الغرب، والمحيط الهندي من الجنوب والجنوب الشرقي، والبحر الأحمر وقناة السويس من الشمال الشرقي.
تُقسم إفريقيا إلى النصف تقريباً عن طريق خط الاستواء وتمتد حتى خط العرض 35 على نفس المسافة تقريباً إلى الشمال والجنوب. تبلغ المسافة من أقصى شمال إفريقيا إلى جنوبها حوالي 8000 كيلومتر، وحوالي 7600 كيلومتر من الشرق إلى الغرب. مقارنةً بقارات العالم الأخرى فإن شواطئ قارة إفريقيا ضعيفة نسياً من ناحية الجزر، حيث لا يوجد سوى عدد قليلة من الجزر أمامها. تعتبر مدغشقر هي أكبر جزيرة في إفريقيا.
تتكون إفريقيا من 54 دولة معترف بها وهي: مصر، الجزائر، ليبيا، تونس والمغرب في الشمال. السودان، إثيوبيا، كينيا، تنزانيا، إرتريا، موريشيوس، جيبوتي، الصومال، موزنبيق، جزر القمر، سيشيل، سوازيلاند ومدغشقر في الشرق. في الجنوب والجنوب الغربي تقع كل من: موريتانيا، غينيا، سيراليون، جامبيا، ليبيريا، ساحل العاج، غانا، السنغال، غينيا بيساو، توغو، بنين، نيجيريا، الكاميرون، غينيا الاستوائية، الغابون، الكونغو، أنغولا، الرأس الأخضر، ساو تومي وبرينسيبي، وناميبيا. في منتصف القارة تقع تشاد، بوروندي، النيجر، مالي، بوركينا فاسو، جمهورية إفريقيا الوسطى، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوغندا، رواندا، زامبيا، زيمبابوي، مالاوي، ليسوتو وبوتسوانا. أما في الجنوب فتقع دولة جنوب إفريقيا وهي أكثر دولة متطورة في القارة.
إقرأ أيضا:جمهورية غينياأكبر بحيرة في إفريقيا هي بحيرة فيكتوريا، والتي يصل عمقها الأقصى إلى 80 متراً فقط. وأطول نهر فيها هو نهر النيل، وهو أيضاً أطول نهر في العالم، ويبلغ طوله 6671 كم، ويمر عبر مصر والسودان وإثيوبيا.
السكان
يعيش في إفريقيا أكثر من 1.341 مليار نسمة، وهي أيضاً ثاني أكبر قارة في العالم من حيث عدد السكان بعد آسيا. تتقلب الكثافة السكانية في إفريقيا بشدة. حيث أن هناك مناطق شاسعة ذات كثافة سكانية منخفضة، ومناطق صغيرة لكن مكتظة.
تعتبر المناطق الصناعية ومناطق التعدين في نيجيريا وجنوب إفريقيا والمدن الساحلية أو دلتا النيل، هي أكثر مناطق الكثافة السكانية في القارة. بشكل عام، النمو السكاني في إفريقيا غير عادي، حيث بلغ عدد سكان القارة عام 1950 حوالي 222 مليون نسمة، مقارنة ب 730 مليون عام 1996.
إفريقيا هي قلب الزنوج ذوي البشرة الداكنة. وهم يشكلون الجزء الأكبر من السكان في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء. في البلدان الواقعة جنوب القارة مثل جنوب إفريقيا أو ناميبيا، يلعب البيض من أصل أوروبي كأقلية دوراً رئيسياً، وحتى وقت قريب لعبوا دورًا حاسمًا في السياسة والاقتصاد.
إقرأ أيضا:دولة تركمانستان: الموقع، السكان، التاريخ والاقتصادإضافة إلى ذلك، تختلف الشعوب الأفريقية في الغالب حسب لغاتها. هناك أربع مناطق لغوية رئيسية في إفريقيا: اللغات النيجرية، التي يتم التحدث بها في النيجر والكونغو والتي تشمل أيضاً لغات البانتو في شرق إفريقيا. اللغات النيلية الصحراوية ، الشائعة في الصحراء وشمال شرق إفريقيا. واللغة العربيج التي تتحدث بها دول شمال إفريقيا، تونس والجزائر ومصر والمغرب والسودان وموريتانيا وليبيا. إضافة إلى ذلك، يتحدث غالبية سكان إفريقيا اللغة الفرنسية.
تعتبر الديانتان المسيحية والإسلامية أهم ديانتين في إفريقيا. حيث يسود الإسلام من شمال إفريقيا إلى دول الساحل وفي دول شرق إفريقيا (باستثناء إثيوبيا وأرتيريا). بينما تنتشر المسيحية بقوة في البلدان الواقعة على الساحل الغربي.
الوضع الاقتصادي
مستوى المعيشة في معظم البلدان الإفريقية منخفض للغاية مقارنة بقارات العالم الأخرى. حيث أن جزءًا كبيراً من السكان في إفريقيا (باستثناء أجزاء من شمال إفريقيا) مهدد بشدة بالفقر والجوع والمرض (أعلى معدل للإيدز في العالم) والحروب، مما يؤدي إلى موجات كبيرة من اللاجئين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا.
إفريقيا هي منطقة زراعية إلى حد كبير، لكن يتم استخدام الطرق التقليدية البدائية في الزراعة بسبب نقص الإمكانيات. مما يؤدي إلى انتاجية منخفضة، لا تكفي إلا للاستهلاك المحلي. هناك شكل من أشكال الزراعة الأكثر تطوراً والأكثر إنتاجية وهو الحرث في المناطق شبه الاستوائية والواحات. حيث يتم في هذه المناطق تحقيق غلات تمكن من تسويق المنتجات الزراعية.
إقرأ أيضا:جمهورية الكونغومن ناحية أخرى، إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية أهمها في جمهورية جنوب أفريقيا وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها. يتم غالباً استخراج الذهب والماس والبلاتين والأنتيمون والنحاس والمنغنيز. بالإضافة إلى المنتجات الزراعية والتعدين، يتم أيضاً تصدير الأخشاب الثمينة إلي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
تاريخ القارة
بدأ الاستعمار الكبير للقارة الإفريقية من قبل القوى الأوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. قامت البرتغال وبريطانيا العظمى وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا على وجه الخصوص باحتلال أو الاستيلاء على مساحات كبيرة من إفريقيا.
في مؤتمر برلين 1884/1885 تم وضع مبادئ التقسيم بين السلطات. حيث برزت فرنسا في غرب ووسط إفريقيا، وبريطانيا العظمى في شرق وجنوب إفريقيا كقوى استعمارية مهيمنة.
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ النظام الاستعماري في الانهيار وأصبحت دول إفريقيا مستقلة تدريجياً. في الستينيات على وجه الخصوص، انتشرت حركة الاستقلال كالنار في الهشيم عبر القارة. وفي العديد من البلدان، تم استبدال الأنظمة الاستعمارية بديكتاتوريين فاسدين من الطبقة العليا المحلية. فقط بعد 1989/1990 كان هناك تحول ديمقراطي ناجح في إفريقيا، مثل إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.