ما هو مهرجان التراشق بالطماطم؟
في يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس من كل عام، يتدفق الآلاف من الزوار إلى قرية Buñol الأسبانية الصغيرة. التي يبلغ عدد سكانها 9000 نسمة فقط، من أجل خوض معركة طماطم تملؤها السعادة والمرح. وفي الوقت نفسه، يلهم المهرجان الإسباني الناس من جميع أنحاء العالم وهو أيضاً مصدر دخل هائل للقرية الصغيرة.
على الرغم من أن هذا المهرجان يبدو فوضوياً عن بعد، إلا أنه يخضع لقواعد ثابتة وصارمة. حيث تصطف الشاحنات المحملة بالطماطم في الشوارع. كما يجتمع المشاركون في الساعة 10 صباحاً في ساحة Plaza del Pubelo وسط المدينة وتكون الاحتفالات على النحو التالي:
- يتم وضع لحم خنزير يسمى “جامون” على غصن شجرة بارتفاع حوالي 10 أمتار
- تُضاف رغوة الصابون إلى ساق الشجرة حتى تزيد من صعوبة الوصول إلى الجامون
- يحاول عدد كبير من الأشخاص الوصول إلى لحم الخنزير، يرافق ذلك غناء ورقص وتشجيع من الجمهور
- عندما يتمكن أحدهم من الوصول إلى لحم الخنزير، يبدأ المهرجان. عادة ما يكون ذلك في حوالي الساعة 11 صباحاً، حيث تُقرع أجراس الكنيسة كإعلان لبداية المهرجان.
- يرمي المشاركون الطماطم على بعضهم البعض لمدة ساعة كاملة.
- في تمام الساعة 12 ظهراً، تنطلق إشارة أخرى تنذر بنهاية المهرجان. في هذه المرحلة، يُمنع رمي المزيد من الطماطم، وهو أمر يخضع لرقابة صارمة من قبل الشرطة.
بعد ذلك، تكون سيارات الإطفاء المزودة بخراطيم جاهزة لتنظيف الشوارع. يساعد السكان وكذلك المشاركون معًا في التنظيف. هناك أيضا دُش متحرك متاح للسياح في محطة القطار حتى يتمكنوا من الاستحمام. كما يقوم العديد من السكان برش السياح بخراطيم ماء لتنظيفهم من بقايا الطماطم.
قواعد مهرجان الطماطم
من أجل التأكد من سلامة المشاركين في المهرجان، تم وضع قواعد صارمة لمهرجان الطماطم، والتي يجب مراعاتها جيداً. يجب على المشاركين الالتزام بمدونة الأخلاق التالية:
- يجب هرس الطماطم جيداً باليد قبل رميها، حتى لا يسبب ذلك إصابات.
- يمنع رمي الطمطم بقوة.
- لا يُسمح للمشاركين إدخال الزجاجات أو الأشياء الصلبة إلى المهرجان.
- يُمنع تمزيق الملابس أو رميها
- ينتهي المهرجان عند الساعة 12، من يرمي طماطم بعد ذلك فهو مخالف لميثاق الشرف.
إلى جانب ذلك، يُنصح المشاركون بترك هواتفهم المحمولة ونقودهم وأوراقهم الثبوتية في المنزل. لكن من الأفضل أخذ نسخة من الأوراق الثبوتية (جواز السفر أو الهوية) إلى المهرجان.
تاريخ مهرجان الطماطم
على الرغم من الاحتفال بمهرجان الطماطم أو بالأسبانية “La Tomatina” منذ حوالي 70 عاماً، لا تزال القصة الحقيقة وراء هذا الاحتفال غير واضحة. الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أن المهرجان ليس له أي خلفية دينية أو سياسية، كما لا أنه لا يمثل شكر وعرفان لموسم لحصاد الطماطم الكبير في إسبانيا.
هناك العديد من الأساطير حول أصل المهرجان، والتي تشترك جميعها في شيء واحد وهو قيام سكان قرية Buñol في عام 1945 بإلقاء الطماطم على أنفسهم. تشمل الأساطير الأكثر شيوعًا ما يلي:
شجار في القرية، تقول الأسطورة أن شجاراً كبيراً نشب في القرية عام 1945. تطور في وقت قصير جداً إلى شجار جماعي. وقع هذا الشجار بالقرب من السوق،مما دفع المشاركون إلى رمي الطماطم على بعضهم البعض.
موسيقي القرية، كان موسيقي الشارع يتجول في القرية أثناء عزفه الذي لم يعجب شباب القرية. الذين بدأو إلقاء الطماطم عليه بسبب أداءه السيء. خلال ذلك شارك المزيد والمزيد من أهل القرية بإلقاء الطماطم عليه.
الأسطورة الأخرى تقول أنه كان هناك شخص يعزف الموسيقى بالشارع. قامت مجموعة من الأطفال بإزعاجه مراراً وتكراراً، غضب الموسيقي منهم، وبدأ بإلقاء الطماطم التي أخذها من إحدى البائعين المتجولين عليهم. مما أدى إلى تطور الشجار بينه وبين أهل القرية.
يبدو أن السكان استمتعوا بما كان يحدث، وتم الحديث عن ذلك لفترة طويلة وتكرر في السنوات التي تلت ذلك حتى أصبح في النهاية عادة. في غضون ذلك، تم حظر مهرجان الطماطم في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في ظل ديكتاتورية فرانكو من أجل تجنب المزيد من الاضطرابات في القرية.
في عام 1957، سُمح بمهرجان الطماطم مرة أخرى وأصبح منذ ذلك الحين جزءاً لا يتجزأ من الحياة المجتمعية. اكتسب المهرجان شهرة كبيرة في عام 1980 عندما اشتهر في جميع أنحاء إسبانيا من خلال تقرير تلفزيوني. في عام 2002 تم إعلانه على أنه “مهرجان دولي”. إضافة لذلك، أصبح هذا الحدث يستقطب الآلاف من جميع أنحاء العالم، ويأتي غالبيتهم من أستراليا وإنجلترا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
إلى جانب ذلك، يُسمح بدخول المهرجان منذ عام 2012 فقط ل 20,000 شخص فقط، يبلغ متوسط عمرهم بين 18 و 35 سنة، وأكبرهم سناً يبلغ 82 عاماً. 5 الآف من التذاكر محجوزة بشكل مجاني لأهل القرية، و15 الأخرى يتم بيعها للسياح. يبلغ سعر التذكرة حوالي 10 يورو، ويفترض أن يغطي جزء منها تكاليف الطماطم، والجزء الأخر يُضاف لخزينة الدولة.
حتى منتصف السبعينيات، كان على المشاركين إحضار الطماطم معهم إلى المهرجان. لكن منذ عام 1980 تولى مجلس المدينة تنظيم ذلك. علماً أنه يتم استهلاك حوالي 125 طناً من الطماطم خلال تلك الساعة. وبذلك تم ادراج المهرجان عام 2004 في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.