الموقع الجغرافي
المكسيك هي أكبر دولة وأكثرها اكتظاظاً بالسكان في أمريكا الوسطى، وعاصمتها مكسيكو سيتي. تقع المكسيك بين خليج المكسيك (المحيط الأطلسي) من الشرق والمحيط الهادئ من الغرب. تمتد البلاد لأكثر من 3000 كيلومتر من الحدود مع الولايات المتحدة في الشمال إلى الحدود مع بليز وغواتيمالا في الجنوب الشرقي. أضيق نقطة على الجسر البري لأمريكا الوسطى هي برزخ تيهوانتيبيك، كما يبلغ طولها 216 كم فقط.
يتألف سكان المكسيك الموزعون بشكل غير متساوٍ، ومعظمهم من سكان الحضر، إلى حد كبير من الهجين. بالإضافة إلى ذلك، يعيش العديد من الشعوب الهندية في جميع أنحاء البلاد.
معلومات عامة
| المساحة | 1,958,201 كيلومتر مربع |
| عدد السكان | 128,9 مليون (2020) |
| متوسط العمر | 74 سنة |
| العاصمة | مكسيكو سيتي |
| اللغات | اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية |
| الديانات | كاثوليك 90٪، بروتستانت 5٪ |
شكل السطح
توجد الأراضي المنخفضة في المكسيك فقط على طول السواحل، حيث يكون السهل الساحلي في الشرق أوسع بكثير من السهل الساحلي في الغرب. ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من هذا البلد الجبلي أعلى من 1000 متر. ترتفع المرتفعات المكسيكية من الحدود مع الولايات المتحدة إلى برزخ تيهانتيبيك، تدريجياً من حوالي 1000 إلى 2000 متر وهي ضيقة في شكل إسفين.
إقرأ أيضا:أكبر قارة في العالم من حيث عدد السكانإلى جانب ذلك، تمتد سلسلة جبال سييرا مادري أوكسيدنتال، وهي سلسلة جبلية غير مضيافة تقطعها الأخاديد العميقة وترتفع إلى 3150 متر. وراء خليج كاليفورنيا تشكل شبه جزيرة باجا كاليفورنيا الجبلية التي يبلغ طولها أكثر من 1000 كيلومتر استمراراً لكورديليرا الساحلية بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما ترتفع سييرا مادري أورينتال باعتبارها الحافة الشرقية للجبال أكثر من 4000 متر من خليج المكسيك. وهي استمرار لجبال روكي ويتفرع مثلهم إلى عدة سلاسل جبلية.
في جنوب المكسيك، يحد المرتفعات وسلاسل جبالها في قوس من كورديليرا فولكانيكا. إنه ينتمي إلى منطقة الزلزال والبراكين التي تمر عبر القارة المزدوجة بأكملها والتي تعلوها البراكين التي لا تزال نشطة. هناك تقع أعلى الجبال في المكسيك يبلغ ارتفاع جبال بوبوكاتبتبيل 5452 متر و بيكو دي أوريزابا الأعلى، وكلاهما من البراكين.
على الجانب الآخر من الشريط البركاني ترتفع جبال تشيابا ، التي تنتهي إلى الشرق على شبه جزيرة يوكاتان المنبسطة، والتي تمتد بعيداً في الخليج. من الناحية الجيولوجية، كلاهما ينتمي بالفعل إلى أمريكا الوسطى. أطول نهر في المكسيك هو نهر ريو غراندي ديل نورتي، الذي ينبع من الولايات المتحدة ويبلغ طوله أكثر من 3000 كيلومتر. تشكل الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية على مسافة 2000 كيلومتر تقريباً من خليج المكسيك.
إقرأ أيضا:جمهورية المانيا الاتحاديةالمناخ
بسبب الامتداد الكبير بين الشمال والجنوب والاختلافات في التضاريس، تقع المكسيك في مناطق مناخية مختلفة: في الشمال شبه الاستوائي، يسود مناخ قاري جاف مع تقلبات درجات حرارة سنوية ويومية عالية . الصيف حار، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار إلى 40 درجة مئوية، وفي العديد من الأماكن، يكون هذا أيضاً هو الوقت من العام الذي تهطل فيه معظم الأمطار. أما في فصل الشتاء فإن متوسط درجات الحرارة يكون معتدلاً عند 14 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن الرياح الشمالية القوية التي تهب بشكل غير متكرر يمكن أن تؤدي إلى انخفاضات كبيرة في درجات الحرارة.
في المناطق الاستوائية جنوب المكسيك، جنوب مدار السرطان، يكون الجو حاراً ورطباً على مدار السنة مع تقلبات طفيفة فقط في متوسط درجات الحرارة الشهرية، وتهطل الأمطار بغزارة في الأماكن، حتى 4000 ملم. ومع ذلك، فإن درجات الحرارة الفعلية والغطاء النباتي تعتمد على الارتفاع. في البلاد الجبلية الاستوائية، يمكن تمييز أربعة مستويات للارتفاعات:
- في المنطقة الساخنة حتى ارتفاع 800 متر تقريباً، يبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة حوالي 25 درجة مئوية.
- المناطق المعتدلة الدافئة (تييرا تمبلادا) حتى ارتفاع حوالي 1700 متر تتراوح درجة الحرارة بين 17 و 23 درجة مئوية مع تقلبات موسمية طفيفة.
- في المنطقة الباردة (تييرا فريا) حتى خط الغطاء النباتي على ارتفاع حوالي 4000 متر، تنخفض درجة الحرارة إلى 13 درجة مئوية.
- وفي منطقة الثلج (Tierra helada) فوق ارتفاع 4700 متر، يصل متوسط درجة الحرارة السنوية بالكاد إلى 10 درجات مئوية.
الغطاء النباتي
يتنوع الغطاء النباتي في المكسيك بشكل غير عادي، فعلى منحدرات كورديليرا، حيث تهطل الكثير من الأمطار، توجد غابات مطيرة كثيفة وغابات سحابية، والتي تتحول أولاً إلى غابات مختلطة ثم إلى غابات صنوبرية على ارتفاعات أعلى.
إقرأ أيضا:جمهورية بوليفيامن ناحية أخرى، تدعم الأجزاء الشمالية من المرتفعات الوسطى نباتات شجرية وتشكيلات عصارية مع الصبار والأغاف واليوكا. أما إلى الجنوب، فتتغير طبيعة الغطاء النباتي تدريجياً إلى السافانا ذات الممرات ذات العشب القصير. وفي السهول الساحلية أمام سلاسل الجبال، تهيمن السافانا الرطبة.
السكان
الغالبية العظمى من المكسيكيين هم من المولدين، مع الغلبة لمن لديهم تراث إسباني. كما أن الهنود، وهم ثاني أكبر مجموعة سكانية، ينتمون إلى حوالي 40 قبيلة لا تزال موجودة. تعد أزتيك ومايا وأوتومي وزابوتيك وميكستك وتوتوناك هي الأكبر.
ومع ذلك، يشعر العديد من الهنود بالتمييز المتزايد ضدهم من قبل حكومة الولاية والهجين المهيمنين اجتماعياً. غالباً ما تتصاعد التوترات العرقية الناتجة، كما حدث مؤخراً في جبال تشياباس. حيث يقاتل الزاباتيستا من أجل مصالح السكان الهنود منذ عام 1994.
إلى جانب ذلك، فرإن المكسيك هي الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل. مع ما يقرب من 2 ٪ سنويًا، تتمتع الدولة أيضاً بنمو سكاني مرتفع. مما يجعل تقديم الرعاية الصحية سيئاً لجزء كبير من السكان، خاصة في المناطق الريفية وفي الأحياء الفقيرة سريعة النمو في ضواحي المدن المكتظة. لذلك يحاول العديد من المكسيكيين الفقراء الهجرة إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن معظمهم يعبرون الحدود المؤمنة بشدة بشكل غير قانوني أو يتم القبض عليهم لأن الحكومة الأمريكية تريد الحد من الهجرة.
من ناحية أخرى، فإن توزيع السكان متفاوت للغاية. إذ يعيش أكثر من نصف المكسيكيين في المنطقة الوسطى حول العاصمة. كما أن نسبة سكان الحضر تنمو بشكل مطرد وهي الآن حوالي 75٪. يعيش ما يقرب من 20 مليون شخص في منطقة العاصمة مكسيكو سيتي وحدها.
الاقتصاد
تعد المكسيك اليوم واحدة من أقوى البلدان الناشئة اقتصادياً في أمريكا اللاتينية. على الرغم من ذلك، فإن البلاد هي أكبر بلد مدين في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل. وقد أدى ذلك بالفعل إلى إفلاس الدولة في الثمانينيات وأزمة اقتصادية عميقة في منتصف التسعينيات. منذ ذلك الحين، تحاول الحكومة المكسيكية، بدرجات متفاوتة من النجاح، تحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد من خلال إعادة تنشيط الشركات الصناعية الكبيرة المملوكة للدولة وزيادة الاستثمار الأجنبي.
التعدين والصناعة
المكسيك غنية بالموارد المعدنية، يقع إنتاج النفط والغاز في قلب صناعة التعدين المتطورة للغاية. المكسيك هي واحدة من أكبر منتجي هذه المواد الخام في العالم وتدر جزءاً كبيراً من أرباحها من النقد الأجنبي من تصديرها. تقع حقول النفط والغاز الكبيرة بشكل رئيسي على ساحل الخليج.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخراج حوالي 45 من الخامات المعدنية والمعادن المختلفة. تعد المكسيك واحدة من رواد العالم في استخراج ومعالجة بعض هذه المواد الخام (مثل الفضة والزنك والمنغنيز والأنتيمون والبزموت والرصاص والجرافيت). كما أن المكسيك هي واحدة من أكثر الدول المتقدمة صناعيا في المنطقة.
كما أن الصناعة واسعة النطاق وتعالج بشكل أساسي المواد الخام المحلية. وتتركز غالبية الشركات في عدد قليل من المواقع في المرتفعات حول مكسيكو سيتي وبويبلا وغوادالاخارا.
تعد الصناعة الواقعة على طول الحدود الأمريكية مهمة أيضاً. قبل كل شيء، تستخدم الشركات الأمريكية مستوى الأجور المنخفض في المكسيك لتعظيم الأرباح.
الزراعة
في المكسيك، يمكن استخدام حوالي نصف مساحة الأرض للزراعة. غالباً ما تكون الزراعة في المناطق الشمالية ممكنة فقط من خلال الري الصناعي. في الزراعة، تسود الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي ليست فعالة للغاية وفي بعض الحالات تعمل فقط لتلبية احتياجاتها الخاصة.
ولذلك فإن زراعة الذرة والفاصوليا والقمح والفواكه والخضروات لا تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، لذلك يجب استيراد الأغذية الأساسية. من ناحية أخرى، فإن زراعة البن والقطن والفواكه الاستوائية والتبغ موجهة بقوة للتصدير.
كمت تعتبر تربية النحل مهمة في المكسيك، وهي واحدة من أكبر منتجي العسل في العالم.
من ناحية أخرى، تعد السياحة قطاع نمو مهم في الاقتصاد المكسيكي. حيث أصبحت منتجعات الاستحمام على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والعدد الكبير من المواقع الأثرية مع أدلة على الحضارات الهندية القديمة عوامل الجذب الرئيسية.
من التاريخ
ازدهرت الثقافات الهندية العليا على أراضي المكسيك، وخاصة في وسط وجنوب المكسيك، قبل فترة طويلة من بداية القرن حتى القرن السادس عشر. جلبت الثقافة العالية للأولمك مع مركز عبادة لا فينتا على برزخ تيهوانتيبيك حوالي 1100 قبل الميلاد. ف
وصلت ثقافة المايا إلى ذروتها بين 300 و 900 بعد الميلاد. تحتوي الغابة في شبه جزيرة يوكاتان على بقايا مدن المايا الرائعة التي كان عدد سكانها يصل إلى عشرة آلاف نسمة، على سبيل المثال تشيتشن إيتزا وأوكسمال. امتلك المايا معرفة رياضية وفلكية. كان تقويمهم أكثر دقة من التقويم الغريغوري، ونجا مرصد في تشيتشن إيتزا. الأهرامات والقصور الهائلة، التي لم يتم التنقيب عنها كلها بعد، تذكرنا بثقافة المايا.
تعتبر ثقافة تيوتيهواكان بأهراماتها العظيمة من المعالم البارزة في المكسيك. وتقع مدينة تيوتيهواكان على بعد 48 كم شمال المكسيك على ارتفاع 2300 م. ولدت عام 200 قبل الميلاد. أسسها مجهولون وكان عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة حوالي عام 600 ميلادي. كانت المدينة تشبه رقعة الشطرنج.
إلى جانب ذلك، يرتفع هرم الشمس، وهو أكثر الإنشاءات إثارة للإعجاب في الثقافة المكسيكية القديمة، إلى 75 مترًا. كما تم الحفاظ على القصور والمنازل ذات الزخارف الرائعة. تم التخلي عن المدينة، التي تم إعلان بقاياها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، من قبل سكانها في القرن الثامن لأسباب غير معروفة.
كواحد من الشعوب الأخيرة، أسس الأزتيك مدينة تينوكتيتلان في عام 1370 في موقع العاصمة الحالية، والتي أصبحت عاصمة إمبراطورية الأزتك. لقرون، حكم الأزتيك إمبراطورية قوية امتدت من خليج المكسيك إلى ساحل المحيط الهادئ. تم تعزيزها داخلياً وخارجياً من خلال قضاء مركزي وإدارة متطورة وبمساعدة جيش نظامي. قام الأزتيك، الذين كانوا يقدرون الحرف اليدوية على مستوى عالٍ، بتطوير الكتابة التصويرية، وامتلكوا تقويماً يعتمد على الملاحظات الفلكية، وقاموا ببناء أهرامات تعلوها المعابد. تم إخضاع دولة الأزتك من قبل الفاتح الإسباني كوريتس ودمرت عاصمتها، وتم بناء مكسيكو سيتي في مكانها.
