الموقع الجغرافي
تقع جمهورية أذربيجان في منطقة القوقاز على الحدود بين قارتي أوروبا وآسيا. غالباً ما يتم تضمينها لقارة آسيا، لكن في بعض الأحيان لكلتا القارتين. تبلغ مساحتها 86,600 كيلومتر مربع، ويحدها من الشمال روسيا، ومن الشمال الغربي جورجيا، ومن الغرب أرمينيا، ومن الجنوب إيران، وتطل من الجهة الشرقية على بحر قزوين. من جهة أخرى، تقع العاصمة باكو في أقصى الشرق على بحر قزوين. وهي أكبر مدينة في أذربيجان ويعيش فيها غالبية السكان.
أذربيجان جمهورية لها برلمان، يتمتع رئيسها بسلطات كثيرة. لكن الوضع السياسي في البلاد إشكالي، فجزء من البلاد مُحتل من قبل جيش أرمينيا وجزء آخر يريد أن يكون له دولته المستقلة، يُسمى هذا الجزء ناغورنو كاراباخ. لكنه غير معترف به من قبل أي دولة في العالم. أما الجزء الآخر من البلاد والذي يُسمى ناخشيفان، فهو منفصل تماماً عن الدولة ولا يمكن عبوره عبر الحدود البرية لأذربيجان.
على الرغم من أن الدولة صغيرة نوعاً ما، إلا أن مناظرها الطبيعية ومناخها متنوعان للغاية. تقع أذربيجان في جبال القوقاز، وكل الدولة محاطة تقريباً بالجبال. حيث توجد في الشمال جبال عالية شديدة الانحدار ذات قمم مغطاة دائماً بالثلوج والعديد من الأنهار الجليدية. بالإضافة إلى العديد من الوديان العميقة والبحيرات ذات المياه الصافية والكثير من الغابات. كما يوجد فيها أيضاً سهول وشبه صحاري وبحيرات صحراوية مالحة وبراكين ومستنقعات ضخمة وشواطئ رملية واسعة على الساحل.
مع وجود العديد من المناظر الطبيعية المختلفة والاختلافات الكبيرة في الارتفاع، يختلف الطقس اختلافاً كبيراً من منطقة إلى أخرى في هذا البلد الصغير. من ناحية أخرى، كثيراً ما يطلق على أذربيجان “أرض النار”، حيث أنه في كثير من الأماكن يخرج الغاز الطبيعي من الأرض بسبب الضغط الطبيعي المرتفع. عندما يشتعل هذا الغاز، يمكن رؤية العديد من الحرائق الصغيرة التي تخرج من الأرض.
السكان
يبلغ عدد سكان أذربيجان حوالي 10,11 مليون نسمة عام 2020. يعيش حوالي 53,1٪ من السكان في المدن، أما البقية فيعيشون في الأرياف. يتحدث معظم السكان اللغة الأذربيجانية. لكن نظرًا لأن الدولة كانت تنتمي إلى الاتحاد السوفيتي لفترة طويلة، يتحدث الكثيرون أيضاً اللغة الروسية كلغة ثانية. هناك أيضًا مجموعات كثيرة من السكان لها لغات أم مختلفة.
في السنوات الأخيرة، تطورت وتغيرت الحياة بسرعة كبيرة في الدولة. حيث انتقل عدد كبير من السكان الطامحين لحياة أفضل من القرى إلى المدن، واختار معظمهم العاصمة باكو.
من ناحية أخرى، يشكل الترابط الأسري والعائلة الكبيرة التي تضم جميع الأعمام والعمات وأبناء العم وأبناء العم أهمية خاص لسكان أذربيجان. كما أن للرجال سيطرة أكبر من النساء. حيث يعتقد الكثير من الناس أن الأولاد والرجال أكثر قيمة.
بالإضافة إلى ذلك، أذربيجان دولة علمانية، الدولة منفصلة بشكل صارم عن الدين. ولا يسمح للجماعات الدينية بالتدخل في السياسة. عدد كبير من مواطني أذربيجان مسلمون، لكن قلة فقط منهم متشددون دينياً.
الوضع الاقتصادي
يعتمد الاقتصاد في جمهورية أذربيجان بشكل رئيسي على النفط والغاز. حيث يتم بيعهما وتصديرهما عن طريق خطان ضخمان يمران عبر البلاد، أحدهما لتصدير البترول والآخر للغاز الطبيعي. كما يعمل الكثير من الناس في شركات إنتاج النفط.
تعتبر مدينة سومقاييت أكبر مدينة صناعية في الدولة، لكنها أيضاً واحدة من أكثر المدن سُمية في العالم. حيث يعاني عدد كبير من سكانها من الأمراض الناتجة عن المصانع ومعامل البترول. مع ذلك، فهي مكان جذب خاص للأشخاص الباحثين عن كسب جيد للمال.
إلى جانب ذلك، تعتبر الزراعة عامل اقتصادي مهم في أذربيجان. بالرغم من أن نسبة الأشخاص الذين يعملون في الزراعة بتناقص مستمر في وقتنا الحالي. وهم يزرعون بشكل أساسي الخضروات والحبوب والبطاطس والمكسرات والفواكه والتوت والشاي والقطن. كما يستقطب هذا البلد عدد كبير من السياح سنوياً، والذين يريدون التمتع بجمال المناظر الطبيعية الخلابة والمدن القديمة.
تاريخ الدولة
كانت أذربيجان مطمع للعديد من الدول الاستعمارية على مر العصور. وهي كانت دولة مستقلة موجودة فعلياً منذ 800 عام اسمها شيرفان، نسبة إلى حاكمها عائلة شاه شيرفان (الشاه هو لقب الحاكم، مثله مثل الملك).
غالبًا ما غزت الجيوش الأجنبية البلاد وحاولت احتلالها. لذلك بنى الشاه القلاع في جميع أنحاء البلاد، من أجل حماية البلاد والحفاظ على استقلالها. لكن أدى وقع زلزال كبير في القرن الثاني عشر إلى تدمير عاصمة شيرفان. وهو ما دفع الشاه إلى اعتبار مدينة باكو العاصمة الجديدة للبلاد.
في القرن السادس عشر وقعت أذربيجان تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية. وفي عام 1917 أُطيح بالقيصر الروسي، وتأسست أذربيجان عام 1918. لكنها لم تحظى باستقلالها لفترة طويلة وسرعان ما وقعت مرة أخرى تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي. في عام 1991 أُعلن استقلال جمهورية أذربيجان.