تقع السنغال في غرب إفريقيا. تبلغ مساحتها 196,722 كم²، ويحدها من الشمال موريتانيا، ومن الشرق مالي، ومن الجنوب غينيا بيساو وغينيا، ومن الغرب المحيط الأطلسي.
عاصمة السنغال هي داكار. تقع داكار في شبه جزيرة كيب فيرت على المحيط الأطلسي، ويعيش فيها حوالي 2.5 مليون شخص. تستمر المدينة في النمو بسبب ارتفاع معدلات المواليد والنزوح الجماعي من الريف وهي الآن تستحوذ على شبه الجزيرة بأكملها.
أعلى جبل في السنغال يبلغ ارتفاعه 581 متر فقط وليس له اسم. من بين أنهار البلاد، يعتبر نهر السنغال هو الأطول. كما سميت البلاد على اسمه، وهو يشكل الحدود مع موريتانيا. ينبع نهر غامبيا من غينيا ثم يتدفق عبر السنغال إلى غامبيا. شمال غامبيا يتدفق نهر الجيب وسلوم إلى المحيط الأطلسي، حيث يشكلان دلتا كبيرة.
يقع شمال السنغال في منطقة الساحل الجافة. تسقط الأمطار هناك فقط بين شهري يوليو وأكتوبر، وليس كثيراً فقط حوالي 500 مليلتر. بين ديسمبر ومارس، تهب الهرمتان، رياح الصحراء الحارة والجافة. كما يقع جنوب البلاد في المناطق الاستوائية. حيث يكون الجو حار ورطب. يستمر موسم الأمطار من مايو إلى سبتمبر ويبلغ ذروته في أغسطس وسبتمبر. تهب الرياح الموسمية من الجنوب وتجلب معها الكثير من الرطوبة.
تتراوح درجات الحرارة في داكار من 25 إلى 30 درجة في الصيف ومن 17 إلى 25 درجة في الشتاء. وتسقط الأمطار فقط بين شهري يوليو وسبتمبر.
اللغة والسكان
يبلغ عدد سكان السنغال أكثر من 16.74 مليون نسمة (2020)، ينتمون إلى شعوب مختلفة. يشكل شعب الولوف أكبر نسبة من السكان في السنغال (حوالي 43.3٪). أسس هذا الشعب العديد من الإمبراطوريات، بما في ذلك إمبراطورية جولوف، التي كانت موجودة من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر. اليوم يعيشون بشكل رئيسي في المنطقة الساحلية الشمالية. كما ينتمي 23.8٪ لفولبي وتوكولور، تم تجميعهم معاً لأنهم يتحدثون نفس اللغة. اعتاد الفولبي أن يعيشوا كبدو الرحل، والكثير منهم اليوم مستقرين. يعيشون بشكل رئيسي على نهر السنغال.
إضافة إلى الولوف وفولبي وتوكولور، ينتمي حوالي 14,7٪ من سكان السنغال إلى شعوب سيرير. تعيش هذه الشعوب في وسط وغرب البلاد، وهم في الغالب مزارعون ومربي الماشية. احتفظ السيريون أيضاً بالعديد من الممالك، مثل مملكة سين أو مملكة سالوم. تشمل الأقليات ديولا (3.7٪)، ماندينكا (3٪) ، والسوننكي (1.1٪).
إلى جانب ذلك، فإن غالبية السنغاليين مسلمون، وهم يشكلون حوالي 94٪. المسيحيون هم أقلية حوالي 6 إلى 10 بالمائة. بغض النظر عن انتمائهم الديني، يلتزم العديد من السنغاليين أيضاً بأشكال المعتقد التقليدية، مثل الروحانية أو الإيمان بالأرواح.
اللغة الرسمية في السنغال هي الفرنسية، وهي إرث من الحقبة الاستعمارية. لغة الولوف هي اللغة المشتركة الأكثر أهمية، وتسمى هو أيضاً ولوف. على الرغم من أن 43 في المائة فقط من السكان هم من الولوف أنفسهم، فإن 80 في المائة من السكان يتحدثون الولوف، وهي إحدى اللغات الوطنية في السنغال. بالإضافة إلى ذلك ، فإن فولفولدي وديولا وسيرير و ماندينكا و سونينكي هي أيضاً لغات وطنية.
الوضع الاقتصادي
في عام 2018، احتلت السنغال المرتبة 166 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية،. لذلك، فهي تعتبر واحدة من بين أفقر البلدان في العالم. أسباب ذلك تعود إلى مناخ البلاد وموقعها الجغرافي (الشمال بأكمله في منطقة الساحل)، وكذلك النمو السكاني القوي. ونتيجة لذلك، فإن الغذاء والماء شحيحان.
يأتي معظم دخل البلاد من الخدمات حوالي 59٪. يليها الصناعة 24٪، ثم الزراعة 17٪. كما يتم تصدير الأسماك والفوسفات والفول السوداني على وجه الخصوص.
على الرغم من أن 17 في المائة فقط من دخل البلاد يأتي من الزراعة، إلا أن 77٪ من السكان يعملون فيها. لكن رغم ذلك فإن المحاصيل شحيحة بسبب التصحر، وتآكل التربة من إزالة الغابات، والرعي الجائر، والجفاف أو الجراد المهاجر من المشاكل الرئيسية.
تتم الزراعة الحقلية بشكل رئيسي في الجنوب والشمال على نهر السنغال. حيث يَزرع العديد من صغار المزارعين الأرز والدخن والذرة والطماطم والفاصوليا والبطيخ والمانجو لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
يلعب الفول السوداني دوراً رئيسياً في الصادرات، لكنه يأتي بعد الأسماك. يليه القطن والصمغ العربي، الذي يستخدم لإنتاج دهانات الفنانين. كما يُزرع أيضاً قصب السكر في الشمال الغربي بالقرب من بلدة ريتشارد تول. تشمل المواشي التي تتم تربيتها في البلاد، الأغنام والماعز والأبقار والدجاج. رغم ذلك، يجب استيراد اللحوم، والأرز والحليب، لأن البضائع المُنتجة في البلاد غير كافية لسد احتياجات المواطنين.
يعد تعدين الفوسفات وخام الحديد أحد مصادر الدخل الرئيسية للبلاد. تشمل الموارد المعدنية الأخرى المستخرجة الذهب والنفط. هناك صناعات غذائية، خاصة للأسماك والفول السوداني والسكر، وكذلك الصناعة الكيماوية وتجهيز المنسوجات.
تاريخ الدولة
السكان الأوائل
عاش الناس في السنغال منذ عصور ما قبل التاريخ. إذ أصبح الصيادون وجامعوا الثمار شعوباً مستقرة تمارس الزراعة. حوالي عام 500 بعد الميلاد، هاجرت شعوب وولوف وسيرير إلى ما يعرف الآن بالسنغال. وفي القرن التاسع استقر التوكولور على نهر السنغال.
ظهرت أول إمبراطورية فيما يعرف الآن بالسنغال في القرن التاسع، وكانت إمبراطورية تكرور. تاجر تكرور مع العرب وزودوهم بالذهب والعبيد بالقطن والنحاس واللؤلؤ – وسرعان ما اعتنق التكرور الإسلام.
في القرن الثالث عشر، أسس الولوف إمبراطورية جولوف، وفي القرن الرابع عشر، توسعت إمبراطورية مالي لتشمل ما يعرف الآن بالسنغال. عندما سقطت مالي من السلطة، كانت إمبراطورية جولوف قادرة في البداية على البقاء بمفردها. لكنها سرعان ما تفككت إلى عدة ممالك أصغر: Waalo و Kaylor و Baol و Sine و Saloum في القرن السادس عشر.
المستعمرات الأوروبية
كان البرتغاليون أول الأوروبيين الذين هبطوا على ساحل السنغال الحالية. في عام 1444 أسسوا أول مركز تجاري لهم هناك. وفي عام 1445، نزل دينيس دياس ، وهو برتغالي أيضاً، في كاب فيرت (الرأس الأخضر) وأعطاه هذا الاسم. ثم تبعه الهولنديون والفرنسيون والبريطانيون في القرن السادس عشر.
بدأت تجارة الرقيق تزدهر، ولكن هذه المرة مع العالم الجديد في أمريكا. تطورت جزيرة جوريه الواقعة على الساحل إلى مركز لهذه التجارة. كما تم تغيير ملكية الجزيرة بين الدول الأوروبية الأربع وهي البرتغال وهولندا وفرنسا وبريطانيا العظمى.
في عام 1677 طَرد الفرنسيون الهولنديين. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حاربت فرنسا وبريطانيا من أجل السيطرة على البلاد. قاومت إمبراطوريتا سين والسلوم على وجه الخصوص الاستعمار. في عام 1859 وقعت معركة لوغانديم في سين. انتصرت فرنسا في عام 1895، وأعلنت فرنسا السنغال مستعمرة لها. في عام 1902 تم إعلان داكار عاصمة.
الاستقلال
في عام 1958، أصبحت السنغال جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي، وفي عام 1960 نالت استقلالها. أنضمت السنغال في يونيو من العام نفسه، إلى دولة مالي باسم اتحاد مالي. لكن هذا الاتحاد لم يدم طويلاً، حيث في أعلن كلا البلدين استقلالهما في سبتمبر.
أصبح ليوبولد سنغور أول رئيس للسنغال، وظل في منصبه حتى عام 1980، أي لمدة 20 عاماً. في غضون ذلك ، كانت هناك أزمات عندما انخفض سعر الفول السوداني وأدى الجفاف إلى إضعاف البلاد. لم يَسمح سنغور بتعدد الأحزاب، وحكم البلاد بشكل استبدادي. لكن من عام 1974 سُمح بتعدد الأحزاب مرة أخرى، وفي عام 1980، تنازل سنغور عن العرش.
كان عبده ضيوف ثاني رئيس للسنغال وظل في منصبه حتى عام 2000، أي أيضاً لمدة 20 عاماً. كما كان قبل ذلك رئيساً للوزراء لمدة 10 سنوات.
في 1 فبراير 1982، اندمجت السنغال مع غامبيا، وسُمي الاندماج بـ سينغامبيا. حيث اتحدت القوات المسلحة والعملة والمنطقة الاقتصادية معاً. لكن تبين فيما بعد أن العمل المشتر؛ بين الدولتين كان صعباً. كما جعلت التكاليف الإدارية الإضافية عملية الدمج أكثر صعوبة. لذلك، تم إنهاء الاندماج في عام 1989.
تم انتخاب عبد الله واد (2000-2012) وماكي سال (منذ 2012) رئيسين للسنغال منذ عام 2000.