عدوة الحصبة
الحصبة هي عدوى فيروسية شديدة العدوى منتشرة في جميع أنحاء العالم. وهي أحد “أمراض الطفولة”، على الرغم من تزايدها أيضاً بين الشباب والبالغين.
يتنقل هذا الفيروس من شخص إلى آخز عن طريق التلامس المباشر مع إفرازات الأنف أو الحلق المعدية من المرضى على سبيل المثال عند التحدث والسعال والعطس أو عند مشاركة أدوات المائدة نع الأشخاص المصابين.
إضافة لذلك، يكون أي شخص مصاب بالحصبة معدياً لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام قبل ظهور طفح الحصبة النموذجي وحتى أربعة أيام بعد ذلك. كما تكون العدوى أكبر قبل ظهور الطفح الجلدي مباشرة.
في الأطفال حديثي الولادة الذين ما زالوا يحملون الأجسام المضادة للحصبة، تكون عدوى الحصبة عادةً أكثر اعتدالًا. لكن يمكن أحياناً ملاحظة ما يسمى بــ “الحصبة المخففة” في أشخاص آخرين. يشمل هؤلاء المرضى الذين لم يتلقوا التطعيم الكامل ضد الحصبة وبالتالي لديهم حماية ضعيفة وغير كاملة.
في الحصبة المخففة، لا ينتشر الطفح الجلدي النموذجي بشكل كامل. ومع ذلك، فإن المصابين معديون.
أسباب مرض الحصبة
سبب هذا المرض هو فيروس الحصبة شديد العدوى، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطانية وينتشر في جميع أنحاء العالم. لهذا المرض أهمية خاصة في البلدان النامية في إفريقيا وآسيا، وهو واحد من أكثر عشرة أمراض معدية شيوعًا في تلك البلدان وغالباً ما تكون قاتل.
أعراض عدوى الحصبة
يُطلق على الوقت بين الإصابة بمسببات الأمراض وظهور الأعراض الأولى بـ فترة الحضانة. عادةً ما تكون هذه من ثمانية إلى عشرة أيام. عادةً ما يظهر الطفح الجلدي الناتج عن الحصبة (المرحلة الثانية من المرض) بعد أسبوعين من الإصابة.
تحدث الحصبة في مرحلتين من المرض مصحوبتين بنوبتين من الحمى وأعراض أخرى:
المرحلة الأولى (مرحلة الطليعة)
- يبدأ المرض بحمى معتدلة وسيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال الجاف. كما يصبح الوجه منتفخاً.
- من الأعراض المحتملة أيضاً التعب والصداع وآلام البطن والإمساك أو الإسهال والتهاب الملتحمة المصحوب برهاب الضوء.
- تعتبر بقع كوبليك على الغشاء المخاطي للفم نموذجية للمرض في المراحل المبكرة، هذه البقع محدودة صغيرة حمراء ذات مركز أبيض.
- من اليوم الثالث، يحمر الغشاء المخاطي للفم والحلق بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، ترتفع درجة الحرارة بشكل حاد.
- تستمر المرحلة الأولى حوالي ثلاثة إلى أربعة أيام.
المرحلة الثانية (المرحلة الرئيسية)
- في هذه المرحلة من المرض، ترتفع الحمى بشدة مرة أخرى.
- كما يتطور الطفح الجلدي الناتج عن الحصبة بشكل غير منتظم، حيث يتراوح حجمه بين ثلاثة وستة مليمترات، ويبدأ ظهور بقع حمراء فاتحة تتدفق إلى بعضها البعض. تتشكل أولاً خلف الأذنين ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
- في غضون أيام، تصبح البقع أغمق ويصبح لونها بني مائل إلى الأرجواني.
- بعد أربعة إلى سبعة أيام، تتلاشى البقع مرة أخرى، بنفس الترتيب الذي ظهرت به (بدءًا من الأذنين). غالبًا ما يرتبط هذا التلاشي بتقشير الجلد. في الوقت نفسه، تهدأ الشكاوى الأخرى أيضاً.
- يستغرق الأمر حوالي أسبوعين حتى يتعافى المريض. ومع ذلك، فإن جهاز المناعة يضعف لفترة أطول من الوقت، ويكون هناك قابلية متزايدة للإصابة بالعدوى الأخرى لمدة ستة أسابيع تقريباً.
إضافة لذلك، تتسبب عدوى الحصبة في بعض الأحيان في حدوث مضاعفات. حيث أنه بسبب ضعف جهاز المناعة لعدة أسابيع، يكون لدى مسببات الأمراض الأخرى مثل البكتيريا فرصة أكبر للانتشار. بشكل عام، تعتبر المضاعفات الأكثر شيوعاً للمرض هي التهاب الأذن الوسطى والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والإسهال. لكن من الممكن أيضاً حدوث التهاب حاد في الغشاء المخاطي في الحنجرة. يتحدث الأطباء أيضاً عن متلازمة كروب أو الخناق الزائف. حيث يعاني المصابون من نوبات سعال جاف ونباحي وصعوبات في التنفس (بما في ذلك ضيق التنفس)، خاصة في الليل.
من المضاعفات النادرة الأخرى التي يُخشى حدوثها هي التهاب الدماغ، الذي يصبح ملحوظًا بعد حوالي أربعة إلى سبعة أيام من ظهور الطفح الجلدي ويكون مصحوباً بصداع وحمى وضعف في الوعي.
الفحوصات والتشخيص
أعراض المرض وخاصة الطفح الجلدي تعطي للطبيب معلومات مهمة عن مرض الحصبة. ومع ذلك، هناك بعض الأمراض ذات الأعراض المتشابهة مثل القوباء الحلقية والحمى القرمزية. لمنع الالتباس، يجب أن يؤكد الاختبار المعملي الاشتباه في الإصابة بالحصبة. يمكن استخدام اختبارات مختلفة، وأكثرها شيوعاً هو الكشف عن الأجسام المضادة لفيروسات الحصبة. وهذا يشمل:
الكشف عن أجسام مضادة معينة ضد فيروس الحصبة: طريقة التشخيص الأسرع والأكثر موثوقية. حيث يستخدم دم المريض كعينة (إذا كان هناك اشتباه في التهاب الدماغ، ربما السائل النخاعي). عادة ما يكون الاختبار إيجابياً بمجرد ظهور الطفح الجلدي الناتج عن الحصبة. ومع ذلك، في بعض الأحيان لا يمكن اكتشاف الأجسام المضادة مسبقًا.
الكشف عن المادة الوراثية الفيروسية (RNA لفيروس الحصبة): لهذا الغرض، يتم أخذ عينة بول أو عينة من اللعاب أو سائل اللثة أو مسحة من الحلق. يتم تضخيم آثار المادة الوراثية الفيروسية الموجودة فيه باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وبالتالي يمكن تحديدها بوضوح.
زراعة فيروسات الحصبة: لهذا الغرض، تتعرض مادة العينة (عينة البول، عينة اللعاب، إلخ) لظروف النمو المثلى من أجل زراعة مسببات الأمراض الموجودة. هذه هي الطريقة التي يمكن التعرف عليها. هذا الإجراء معقد للغاية ويتم إجراؤه فقط في حالات خاصة (على سبيل المثال في المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة).
من ناحية أخرى، تعد الحصبة أحد الأمراض التي يجب الإبلاغ عنها. لذلك، بمجرد أن تشير الأعراض الأولى إلى الإصابة بالمرض، يجب استشارة الطبيب. كما يجب أن يقوم الطبيب بالإبلاغ عن الاشتباه والمرض الفعلي وكذلك الوفاة بسبب الحصبة إلى السلطة الصحية المسؤولة (باسم المريض).
علاج الحصبة
- لا يوجد علاج محدد للحصبة. ومع ذلك، يمكن تخفيف الأعراض ودعم عملية الشفاء. وهذا يشمل الراحة في الفراش في المرحلة الحادة من المرض والراحة الجسدية.
- إذا كانت عيون المريض حساسة للضوء، يجب أن تكون غرفة المريض مظلمة إلى حد ما. كما يجب تجنب الضوء المباشر على المريض.
- يجب أيضاً التأ:د من أن الغرفة جيدة التهوية وليست خانقة.
- يوصي الأطباء مرضى الحصبة بشرب كمية كافية من الشرب خاصةً في حالة الحمى والتعرق.
- يوصى أيضاً بتناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم، بدلاً من حصص قليلة كبيرة.
- في حالة الحمى وارتفاع درجات الحرارة، ينصح بتناول الأدوية خافضة للحرارة والتي تساعد في مقاومة الحمى. ومع ذلك، يجب أولاً مناقشة استخدام الدواء مع الطبيب. الأمر نفسه ينطبق على استخدام دواء السعال (مثبط السعال أو مانع السعال).
- في حالة وجود عدوى إضافية بالبكتيريا (على سبيل المثال في شكل الأذن الوسطى أو الالتهاب الرئوي)، يصف الطبيب عادة المضادات الحيوية.