دُول وقارات

كندا

الموقع الجغرافي

تقع كندا في أقصى شمال قارة أمريكا الشمالية. يحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ومن الغرب المحيط الهادئ. كما توجد لها حدود برية مع دولة واحدة فقط وهي الولايات المتحدة الأمريكية في الجنوب، وتعتبر هذه الحدود التي تمتد على مسافة 8891 كيلومتر، أكبر حدود برية بين دولتين في العالم.

تبلغ مساحة كندا 9.984.670 كم²، وهي ثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا (17.098.242 كم²). تليها الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثالثة (9.833.517 كم²). بالرغم من مساحتها الكبيرة والتي تعادل مساحة قارة أوروبا تقريباً، إلا إن عدد سكانها منخفض، وهي تحتل المرتبة 38 من حيث عدد السكان على مستوى العالم.

عاصمة البلاد هي أوتاوا، وهي سادس أكبر مدينة في كندا ويبلغ عدد سكانها 933000 نسمة. تقع أوتاوا على نهر يحمل نفس الاسم. في البداية، كانت المدينة تسمى Bytown. لم يطلق عليها رسمياً أوتاوا حتى عام 1855. بعد ذلك بعامين، عينت الملكة البريطانية فيكتوريا أوتاوا عاصمة المستعمرة البريطانية كندا. بدا لها أنها أكثر ملاءمة من مونتريال أو تورنتو، لأنها كانت على حدود اللغة. عندما أصبحت كندا دومينيون (دولة مستقلة من دول الومنولث البريطاني) عام 1867 ، ظلت أوتاوا العاصمة.

يوجد في شمال كندا 36,000 جزيرة، أكبرها جزيرة بافين. هذه الجزر هي عبارة عن تندرا خالية من الأشجار. إلي جانب ذلك، فإن كندا بلد غني بالمياه وبه العديد من البحيرات والأنهار. تقع أكبر هذه البحيرات في الشمال الغربي، وهي بحيرة Great Bear وبحيرة Great Slave. في الجنوب الشرقي توجد البحيرات العظمى، التي تمر مع الولايات المتحدة عبر أربع بحيرات. كما تجري أيضاً العديد من الأنهار عبر كندا. أطولها هو نهر سانت لورانس، الذي يتدفق من أقصى شرق البحيرات العظمى إلى المحيط الأطسي، ويبلغ طوله 3058 كيلومتر.

تتميز كندا بمناخ قاري، حيث فصل الشتاء الطويل والبارد، والصيف القصير الحار. يوجد في الشمال مناخ قطبي وشبه قطبي، وفي الغرب يسود مناخ بحري مع هطول أمطار غزيرة. تكون الفصول أكثر وضوحاً في المقاطعات الشرقية من كيبيك وأونتاريو. الشتاء بارد، والربيع والخريف معتدل، والصيف غالباً ما يكون حاراً ورطباً.

اللغة والسكان

يبلغ عدد سكان كندا أكثر من 38.01 مليون نسمة (2020)، وهي الدولة التي لديها أقل كثافة سكانية في العالم. إذ تبلغ 3,6 نسمة لكل كيلوكتر مربع.

يعيش 82٪ من الكنديين في المدن. أكبر المناطق الحضرية هي تورنتو ومونتريال في الجنوب الشرقي، تليها فانكوفر في الجنوب الغربي. وتعتبر مدينتي يوكون ونونافوت الأكثر كثافة سكانية في البلاد. إلى جانب ذلك، فإن 39٪ من الكنديين كاثوليك و 20٪ بروتستانت، وحوالي 24٪ لا ينتمون إلى أي دين. إضافة إلى أقليات أرثوذكسية، ومسلمة، وهندوسية، وسيخية، وبوذية ويهودية.

غالبية سكان الدولة هم من المهاجرين، ويشكلون 96٪ من السكان. جاء غالبيتهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا على مر القرون واستقروا في البلاد. من ناحية أخرى، تعيش حوالي 600 قبيلة هندية من السكان الأصليين في كندا، وهم يشكلون فقط 4٪ من السكان. في شمال كندا يعيش حوالي 60,000 شخص من قبائل الإنويت.

إلى جانب ذلك، يوجد في كندا لغتان رسميتان: الإنجليزية والفرنسية. يتحدث حوالي 60٪ من السكان اللغة الإنجليزية، و20٪ يتحدثون الفرنسية. ولا يتحدث باقي السكان أي من هاتين اللغتين، فلديهم لغاتهم الخاصة مثل الصينية، البنجابية، الإسبانية، الألمانية أو الإيطالية. إضافة لذلك، يتحدث السكان الأصليون لغات خاصة بهم مثل الإنكتيتوت، أو لغة كِرِي (لغة الهنود الحمر الأصليين في كندا).

الوضع الاقتصادي

كندا هي واحدة من أغنى دول العالم، وتعتمد ثروتها بشكل أساسي على الموارد الطبيعية الموجودة في البلاد. حيث يتم استخراج النفط الخام والنيكل والذهب واليورانيوم والرصاص والزنك والماس والكبريت والمواد الخام الأخرى. كما تعد كندا أكبر مُنتج في العالم لبعض المواد الخام مثل الكادميوم وكربونات البوتاسيوم.

تبلغ حصة الزراعة في الاقتصاد الكندي حوالي 1,6٪، وفقط 2٪ من السكان يعملون بها. مع ذلك، تعتبر كندا سادس أكبر منتج للقمح في العالم. كما توجد أيضاً حقول الشعير والكتان.

تقع معظم المناطق الصناعية الكندية في الجنوب الشرقي من البلاد، حيث يعيش معظم الكنديين. وتعتبر صناعة السيارات والطيران والمعادن، إضافة إلى صناعة الورق والأخشاب من أهم مجالات الصناعة في كندا. إلى جانب ذلك، يلعب قطاع الخدمات دوراً هاماً في اقتصاد الدولة.

تاريخ الدولة

عاش السكان الأصليين الأوائل أو ما يسمى هنود باليو منذ حوالي 7500 قبل الميلاد في كندا. حيث تم العثور على أدلة لحياة بشرية تعود لتلك الحقبة في مدينة أونتاريو.

كان الملاح جون كابوت أول أوروبي إلى البر الرئيسي لأمريكا الشمالية عام 1497. في عام 1534 وصل الفرنسي جاك كارتييه. اكتشف خليج سانت لورانس وأبحر في نهاية المطاف في نهر سانت لورانس. كما أعلن المنطقة تحت الملكية الفرنسية. لكن الاستعمار الفعلي لكندا بدأ عام 1603. في ذلك الوقت أنشأ الملاح الفرنسي صمويل دو شامبلان أولى المستوطنات الدائمة. بعد ذلك بخمسة أعوام، تمت تسمية هذه المستعمرات باسم “فرنسا الجديدة”. لكن بريطانيا كانت أيضاً مهتمة بأمريكا الشمالية، مما أدى إلى اندلاع عدة حروب بين البلدين، انتصرت فيها بريطانيا في النهاية. في عام 1763، غادرت فرنسا أمريكا الشمالية، بعد تسليم ما يقرب من جميع أراضيها لبريطانيا. لكنها احتفظت بجزيرة هايتي في غرب كندا.

في عام 1846 اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا على خط العرض 49 كحدود. ظل هذا هو الحال حتى يومنا هذا، فقط مع منطقة البحيرات العظمى ينحرف عنها الحد. لكن من أجل مواجهة جهود الولايات المتحدة للتوسع، تقرر في عام 1867 إنشاء اتحاد كندي. وأصبحت كندا دومينيوناً لبريطانيا العظمى وُمنحت استقلالاً معيناً.

بحلول نهاية القرن التاسع عشر، كانت المقاطعات الحالية مرتبطة بشكل أساسي بالدولة. لم تنضم نيوفاوندلاند إلى الاتحادالكندي وكانت دومينيون منفصلة، لكنها انضمت أيضاً إلى كندا في عام 1949. كانت نونافوت جزءاً من الأقاليم الشمالية الغربية حتى عام 1999. في عام 1931، أصدرت بريطانيا العظمى قانون وستمنستر، ومنحت بذلك الاستقلال لدومينيون. وكان رأس الدولة هو الملك أو الملكة البريطانية، ويمثله الحاكم العام. وفي عام 1982 تم تمرير قانون كندا، وقطع جميع الروابط بين كندا وبريطانيا العظمى.

السابق
ما هي فوائد الكيوي؟
التالي
الولايات المتحدة الأمريكية