الموقع الجغرافي
جمهورية الصين وتسمى أيضاً تايوان. هي جزيرة تقع في شرق آسيا، على بعد 130 كيلومتر من البر الرئيسي للصين. لكنها لا تنتمي إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي دولة مستقلة.
تبلغ مساحة تايوان 36,197 كم². وهي جزيرة مرتفعة جداً مقارنة مع معظم جزر العالم. حيث تمتد على طول الجزيرة سلسلة من الجبال، من بينها الكتلة الجبلية شانغ يانغ، التي تشغل حوالي نصف مساحة الجزيرة. يعتبر جبل يوشان أعلى جبل في تايون، ويبلغ ارتفاعه حوالي 4000 متر.
تقع تايوان في المناطق الاستوائية، لذا فهي شديدة الحرارة على طول مدار السنة. إلى جانب ذلك، تتعرض الجزيرة للعديد من الزلازل بشكل دائم، كان أعنفها عام 1999، حيث مات أكثر من 2000 شخص.
اللغة والسكان
يبلغ عدد سكان تايوان حوالي 23.57 مليون نسمة (2020). يُطلق على جميع السكان تقريباً ما يسمى بالصينيين الهان، الذين جاء أسلافهم من الصين وهم يشكلون 98٪ من السكان. بينما تبلغ نسبة الأوسترانيون، وهم السكان الأصليون للجزيرة، حوالي 2٪.
اللغة الرسمية في تايوان هي الماندرين، وهي أيضاً أهم لغة في جمهورية الصين الشعبية. مع ذلك، يستخدم الصينيون لغة أكثر حداثة، بينما يتم في تايوان كتابة الشكل القديم الأكثر صعوبة من النص الصيني.
بالإضافة إلى ذلك، يعيش حوالي 500000 شخص في تايوان بثقافات مختلفة، حيث كان أسلافهم من مواطني أوقيانوسيا. كما لديهم لغات أخرى لا تنتمي إلى عائلة اللغة الصينية. إلى جانب ذلك، لدى التايوانيين العديد من المعابد، معظم المعابد الطاوية تنتمي إلى تعاليم صينية قديمة. علماً أن حوالي ربع السكان يعتنقون الديانة البوذية. كما يوجد أيضاً بعض الكنائس البروتستانتية، وبعض السكان من الكاثوليك.
الاقتصاد
تمكن التايوانيون من بناء اقتصاد قوي، وهم في أغنياء مثل الأوروبيين. وتعتبر الشركات المُصنعة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر Asus و Acer من أهم الشركات في تايوان.
تحتل تايوان المرتبة 17 في قائمة الدول ذات الاقتصادات الأكبر في العالم، والمرتبة 18 في قائمة المصدرين. كما تمتلك الجزيرة أحد أكبر احتياطيات النقد الأجنبي في العالم.
إلى جانب ذلك، يعد الاقتصاد التايواني اقتصاد سوق يعتمد بشكل كبير على الصادرات، حيث يتم توليد 70 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي من الصادرات. يمكن الآن مقارنة القوة الشرائية الحقيقية لتايوان بالقوة الشرائية للنمسا والدنمارك.
تاريخ الدولة
تم ذكر جزيرة تايوان لأول مرة في وثائق صينية يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي. جاء المستوطنون الصينيون الأوائل من البر الرئيسي إلى الجزيرة على الأرجح في القرن السادس وأطلقوا عليها اسم “تايوان”، وهو ما يعني “الشرفة الصاعدة من البحر”.
في القرن الثالث عشر كان لدى السلالات الحاكمة الصينية المختلفة قواعد لقواتها البحرية في الجزيرة، والتي تم التخلي عنها في القرن السادس عشر. في عام 1590 اكتشف البحارة البرتغاليون الجزيرة كأول أوروبيين وأطلقوا عليها اسم “إيلها فورموزا” (الجزيرة الجميلة). بعد حوالي 30 عاماً، أسس الهولنديون والإسبان أيضاً مستوطناتهم الأولى في تايوان. وفي عام 1642 تمكنت هولندا من ضمان السيادة.
عندما سادت أسرة تشينغ (أسرة مانشو ، 1644-1912) في البر الرئيسي الصيني، فر أنصار سلالة مينج المهزومة إلى جزيرة تايوان وطردوا الهولنديين في عام 1661. بعد 20 عاماً فقط، لم تعد الجزيرة قادرة على الدفاع عن نفسها ضد قوات مانشو المهاجمة وتم ضمها إلى مقاطعة فوجيان جنوب الصين.
في عام 1885 أصبحت تايوان مقاطعة صينية مستقلة. وبعد هزيمة الصين في الحرب الصينية اليابانية الأولى (1894/1895)، أصبحت الجزيرة تحت الحكم الياباني لمدة 50 عاماً. لكن بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، عادت تايوان إلى الصين وفقًا للاتفاقيات الدولية. وبعد فترة وجيزة من نهاية الحرب، تفكك التحالف بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ (KMT) تحت قيادة الرئيس تشيانغ كاي شيك.
في البداية، كان شمال الصين فقط تحت سيطرة الحزب الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ. ولكن في خريف عام 1949، اضطر تشيانغ كاي شيك وحوالي 1.2 مليون من أنصار الكومينتانغ إلى الفرار من البر الرئيسي إلى جزيرة تايوان. وفي مارس 1950، أعلن تشيانغ كاي شيك جمهورية الصين (تايوان) وعاصمتها تايبيه.
في عام 1971، تم قبول جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، واستُبعدت تايوان. نتيجة لذلك، قطعت دول عديدة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع تايوان، وتم الإبقاء على العلاقات التجارية فقط.
